و لم يكن آدم
و حوّاء شاهدا قبل ذلك من يحلف باللّه كاذبا فَدَلَّاهُما
بِغُرُورٍ ... فَأَكَلا مِنْها.
ثقة بيمينه
باللّه و كان ذلك من آدم قبل النّبوة و لم يكن ذلك بذنب كبير استحق دخول النّار به
و إنّما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحى إليهم
فلمّا اجتبيه اللّه و جعله نبيّا كان معصوما لا يذنب صغيرة و لا كبيرة قال اللّه:
وَ عَصى
آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَ هَدى و قال:
إِنَّ
اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى
الْعالَمِينَ الحديث أقول: و هذا الحديث كما ترى مطابق لمذهب المعتزلة كما حكيناه
عنهم، و مخالف لاصول الاماميّة لتصريح ذيله بجواز صدور الصغيرة على الأنبياء قبل
نزول الوحى فلا بدّ إمّا من طرحه لضعف سنده من حيث الارسال كما في الاحتجاج، أو
انتهاء سلسلة السند إلى تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشي كما في العيون، فانّ
السّند فيه حدثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشي، قال حدثني أبي عن حمدان بن
سليمان النيسابوري عن عليّ بن محمّد بن الجهم، و قد ضعّفه العلامة في الخلاصة حيث
قال:
تميم بن عبد
اللّه بن تميم القرشي الذي روى عنه أبو جعفر محمّد بن بابويه ضعيف أو حمله على
التقيّة و إن بعدت، أو تأويله بما يطابق اصول المذهب، و قد أوّله الطبرسي على ما
رأيته في حاشية بعض نسخ الاحتجاج بقوله: و لعلّ الرضا 7 أراد بالصّغاير
الموهوبة ترك المندوبة و ارتكاب المكروه من الفعل دون الفعل القبيح