responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 166

و يؤكد الأسترآبادي في كتابه على أن العلوم البشرية على قسمين:

أ- العلم الذي يستمد قضاياه من الحس، و منه الرياضيات.

ب- العلم الذي لا يقوم البحث فيه على أساس الحس، و لا يمكن إثبات نتائجه بالدليل الحسي، و منه بحوث ما وراء الطبيعة من قبيل تجرد الروح و بقاء النفس بعد البدن و حدوث العالم.

و في عقيدة المحدث الأسترآبادي أن القسم الأول من العلوم البشرية هو وحده الجدير بالثقة لأنه يعتمد على الحس، فالرياضيات مثلا تعتمد على قضايا في متناول الحس مثل (2+ 2 4)، و أما القسم الثاني فلا قيمة له و لا يمكن الوثوق بالعقل في النتائج التي يصل إليها في هذا القسم لانقطاع صلته بالحس.

و هكذا يخرج الأسترآبادي من تحليله للمعرفة بجعل الحسّ معيارا أساسيّا لتمييز قيمة المعرفة و مدى إمكان الوثوق بها، و نلاحظ بوضوح ميل المحدّث الأسترآبادي إلى المذهب الحسّيّ في نظرية المعرفة القائل بأن الحسّ هو أساس المعرفة، و يمكننا أن نعتبر أن الحركة الأخبارية في الفكر العلمي الإسلامي أحد المسارب التي تسرّب منها الاتجاه الحسي إلى تراثنا الفكري.

و قد سبقت الأخبارية التيار الفلسفي الحسي الذي نشأ في الفلسفة الأوربية على يد" جون لوك" المتوفى سنة 1704 م و" دافيد هيوم" المتوفى سنة 1776 م، و قد كانت وفاة الأسترآبادي قبل وفاة" جون لوك" بأكثر من مائة سنة حيث توفي الأسترآبادي عام 1023 ه المصادف حدود سنة 1616 م، و يمكن أن نعتبره معاصرا ل" فرنسيس بيكون" المتوفى سنة 1626 م الذي مهّد للتيار الحسي في الفلسفة الأوربية.

نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست