نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 106
في علم أصول الفقه و لا يكون مجتهدا في علم الفقه و استنباط الأحكام الشرعية، فلا تلازم بين الاجتهاد في علم الأصول و الاجتهاد في علم الفقه لأن علم الأصول يمثل النظرية، و علم الفقه يمثل التطبيق، و قد يكون الشخص مجتهدا في النظريات و لا يكون مجتهدا في تطبيق النظريات.
الأصول و الفقه يمثلان النظرية و التطبيق:
إن علم الأصول متأخر من حيث الوجود عن علم الفقه، و علم الفقه متأخر من حيث الوجود عن علم الحديث، و كلما اتسع علم الفقه بسبب تنوع المشاكل التي يواجهها الناس اتسع علم الأصول، و كلما اتسع علم الأصول تطور علم الفقه، فاتساع كل منهما و تطوره يؤدي إلى اتساع الآخر و تطوره، و هناك خدمات متبادلة بين علم الفقه و علم الأصول، و يوجد تفاعل متبادل بين الذهنية الأصولية على صعيد النظريات من ناحية و بين الذهنية الفقهية على صعيد التطبيق من ناحية أخرى، فعلم الأصول يمثل النظرية، و علم الفقه يمثّل التطبيق.
التفاعل بين الفكر الأصولي و الفكر الفقهي:
هناك تفاعل مستمر بين النظرية و التطبيق، فتوسّع بحوث التطبيق يدفع بحوث النظرية إلى الأمام لأنه يثير أمامها المشاكل- كمشكلة الشرط المتأخر و مشكلة المقدّمات المفوّتة و مشكلة تعارض الأدلة- مما يضطرها لوضع النظريات العامة لحلّها، و دقّة البحث في النظريات الأصولية تنعكس على صعيد التطبيق لأنه كلما كانت النظريات أوفر و أدق تطلّبت طريقة تطبيقها دقة و عمقا أكبر، و الحكم الشرعي هو نتيجة مزج النظرية بالتطبيق، و عملية المزج هي نفس عملية الاستنباط.
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 106