اختلف النّاس في ذلك [3]، فذهب قوم [4] إلى أنّ الأمر إنّما كان أمرا [5] بجنسه [6] و نفسه. و قال آخرون [7] إنّما كان كذلك بصورته [8] و صيغته [9]. و قال آخرون [10] إنّما كان كذلك [11] لأن الآمر أراد كونه أمرا، و أجروه في هذه القضيّة مجرى الخبر. و قال آخرون [12] إنّما كان الأمر أمرا، لأنّ الآمر أراد الفعل المأمور به، و هو الصّحيح.
و الّذي يدلّ عليه أنّ الأمر إذا ثبت أنّه [13] قد يكون من جنس [14] ما ليس بأمر، و أنّ الأمر بعينه يجوز أن يقع [15] غير أمر، فلا بدّ و الحال هذه من أمر يقتضى كونه أمرا. و إذا بيّنّا أنّه لا مقتضى لذلك سوى