قلنا: أيّ فرق بين هذا القول و بين من جوّز تأخير بيان المجمل؟.
فإذا قالوا: الفرق بينهما أنّه إذا خوطب و في الأصول البيان، فهو متمكّن من الرّجوع إليها، و معرفة المراد [2] و أنتم تجيزون خطابه بالمجمل من غير تمكّن [3] من معرفة المراد.
قلنا: إذا كان البيان في الأصول، فلا بدّ من زمان حتّى يرجع فيه إليها، فيعلم المراد، و هو في هذا الزّمان قصيرا كان أو طويلا مكلّف بالفعل [4] و مأمور [5] باعتقاد وجوبه، و العزم على أدائه، على طريق الجملة من غير تمكّن من معرفة المراد و إنّما [6] يصحّ أن يعرف [7] المراد بعد هذا الزّمان، فقد عاد الأمر إلى أنّه مخاطب بما لا يتمكّن في الحال من معرفة المراد به [8] و هذا قول من جوّز تأخير البيان، و لا فرق في هذا الحكم بين طويل الزّمان و قصيره.
فإن قالوا: هذا الزّمان الّذي أشرتم إليه لا يمكن فيه معرفة المراد، فيجري مجرى زمان مهلة النّظر الّذي لا يمكن وقوع