اعلم أنّ المجمل هو الخطاب الّذي لا يستقلّ [4] بنفسه في معرفة [5] المراد به، و المفسّر ما استقلّ بنفسه.
و المستقلّ [6] بنفسه على أقسام: أحدها ما يدلّ على المراد بلفظه [7].
و ثانيها ما يدلّ بفحواه. و ثالثها ما ألحقه قوم به من الدّال على المراد بفائدته. و رابعها ما ألحق- أيضا- ممّا [8] يدلّ بمفهومه.
و مثال الأوّل قوله تعالى: «وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ»* و «أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»* و «لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً» و ما لا يحصى من الأمثلة. و مثال الثّاني قوله تعالى: «فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ». و مثال الثّالث طريقة التّعليل. و مثال الرابع الزّجر [9] و تعلّق الحكم بالأسباب، و وجوب ما لا يتمّ ما كلّفناه إلاّ به.