اختلف النّاس في هذه اللفظة، فذهب قوم إلى أنّها مختصّة بالقول، دون الفعل، و متى [2] عبّر بها عن الفعل كانت [3] مجازا. و قال آخرون [4] هي مشتركة بين القول و الفعل، و حقيقة فيهما معا. و الّذي يدلّ على صحّة ذلك، أنّه لا خلاف في استعمال لفظة الأمر في اللّغة العربيّة تارة [5] في القول و أخرى [6] في الفعل، لأنّهم يقولون: أمر فلان مستقيم [7] و إنّما يريدون طرائقه [8] أفعاله، دون أقواله، و يقولون: هذا أمر عظيم، كما يقولون: هذا [9] خطب عظيم، و رأيت من فلان أمرا أهالني، أو [10] أعجبني، و يريدون بذلك الأفعال لا محالة، و من أمثال العرب في خبر الزّبّا [11]: لأمر ما جدع [12] قصير أنفه [13]، و [14] قال الشاعر: لأمر ما يسود [15] من يسود [16].