فإن قيل: فما المراد بلفظة [4] «قضى» في اللّغة و الشّرع.
قلنا: معناها في اللّغة ينقسم إلى وجهين:
أحدهما بمعنى خلق و تمّم، كقوله تعالى: فقضاهنّ [5] سبع سموات في يومين.
و الوجه [6] الثّاني الإلزام نحو قوله- سبحانه-: و قضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه، و قولهم: قضى الحاكم [7] بكذا [8]، إذا ألزمه [9]. و أدخل قوم [10] في هذا القسم قوله تعالى: و قضينا إلى بنى إسرائيل في الكتاب، من حيث كان ما أخبر تعالى به [11] حقّا ثابتا. و ذهب آخرون إلى أنّ معنى هذه الآية الإعلام. و قيل في معنى قضى فلان دينه: أنّه على القسم الأوّل، بمعنى أنّه وفره على مستحقّه [12] بتمامه و كماله.
و أمّا [13] معنى هذه اللّفظة في عرف الشّرع فإنّهم يسمّون الفعل قضاء.