و لا يخفى ان ما ذكره خلاف الظاهر من الرواية ثم ان الصحيحة المذكورة لا دلالة لها على اعتبار الملك في معنى الوطن كما عليه الأصحاب لأن المنزل في قوله: «منزل يستوطنه» موصوف و صفة و جملة يستوطنه صفة له و كذا قوله: «منزل يقيم فيه» كذلك و انما ذكر توطئة و تمهيدا للاستئطان و لذكر محل الإقامة كما لا يخفى.

و اما غير هذه الصحيحة من الروايات الدالة على الملك و لو بنخلة فمحمولة على التقية لموافقتها مذهب القوم من انها معارضة بما يمر على الضيعة فقال 7:

يقصر فيها. [1].

و ظهر مما ذكرنا ان المراد من الوطن و الاستئطان الوارد في الاخبار هو الوطن العرفي و اما الوطن الشرعي و اعتبار خصوصية ستة أشهر كما في الصحيحة فلم يثبت أصلا كي يكون التعبد به واجبا و كذا لا خصوصية له في تحققه كما مر سابقا.

نعم لو ثبت ان الشارع انما نزل ما ليس بوطن في العرف بمنزلة الوطن العرفي كما في تنزيل من اقام في بلد عشرة أيام بمنزلة نفس أهل البلد في كونه حاضرا مثلهم حكما لا حقيقة و واقعا كما هنا كذلك كان التعبد به لازما و لكن انى لنا إثبات ذلك.

ثم بناء على قول المشهور من اعتبار اقامة خصوص ستة أشهر: هل التوالي شرط في صدق الوطن فيه أولا، الظاهر ان المقامات تختلف باعتبار اختلاف النسب الواقعة فيها فيكون بعض منها ظاهرا في التوالي و بعض آخر ظاهرا في عكسه الا ان الأحوط و القدر المتيقن اعتباره على هذا القول.

[الثاني من القواطع إقامة عشرة أيام]

الثاني من القواطع:

إقامة عشرة أيام في بلد أو قرية أو غيرهما من قواطع السفر و هي تتحقق بأحد‌

[1] الوسائل، أبواب صلاة المسافر، الباب 14، الحديث 5