responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل العروة الوثقى نویسنده : الشيخ حسين الحلي    جلد : 2  صفحه : 555

..........


البعض- هو الأخذ بما دل على الوجه الثاني حملا للمطلق على المقيد كما هو واضح (مضافا) الى ما ذكره (قده) في الكتاب من دلالة الأخبار المستفيضة على ثبوت الواسطة بين الكفر و الايمان.»- انتهى- فحينئذ- لا يمكن ترتيب آثار الإسلام كما لا يمكن ترتيب آثار الكفر عليه، فتكون الشبهة بالنسبة إلى طهارته و نجاسته شبهة حكمية، فالمرجع هو قاعدة الطهارة.

ثم لا يخفى ان الشك يتصور على أنحاء ثلاثة:

(الأول) الشك الثابت بالشي‌ء، كما إذا شك في النبوة و استمر هذا الشك بحيث لا يتمكن معه من عقد القلب على أحد طرفيه ابتداء، أو استدامة فهذا شك موجب لما ذكرناه، فاذا كان مع الإنكار فيوجب الكفر و مع عدم الإنكار يوجب كونه متوسطا بين الكفر و الإسلام.

(الثاني) الشك الحاصل الذي يرتفع بالتأمل و التدبر، و هذا الشك انما يحصل بعد عقد القلب على شي‌ء ثم يحصل له الشك بأن ما اعتقده كان واقعا حقيقة أو لم يكن كالشك الساري، فالتأمل يزيل ذلك و لا يكون موجبا لكفر صاحبه بل هو باق على إسلامه، و الظاهر ان الآيتين المباركتين إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ [1] و الآية التي ما قبلها وَ إِمّٰا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطٰانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ناظرتان الى هذه الصورة.

(الثالث) الشك الذي يكون شبهة في مقابل البديهة، فإنه يعتقد بالنبوة و لكنه حصلت له شبهة فهو لا يقدر على دفعها، و هذه الشبهة لا توجب تزلزلا في عقيدته بل يعتقد بالنبوة اعتقادا جزميا قطعيا و لكنه مع ذلك وقع في شبهة عجز عن دفعها، و هذا الشخص في الحقيقة لا يكون شاكا بل عنده شبهة يحتاج‌


[1] سورة الأعراف آية 199

نام کتاب : دليل العروة الوثقى نویسنده : الشيخ حسين الحلي    جلد : 2  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست