responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأصول الأصلية و القواعد الشرعية نویسنده : شبّر، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 328

الحسن بن علي بن فضال عن شعيب العقرقوفي عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لم تبق الأرض إلا و فيها منا عالم يعرف الحق من الباطل قال: إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغت التقية الدم فلا تقية الخبر.

أقول- المستفاد من هذه الأخبار بعد ضم بعضها إلى بعض أن التقية في السب واجبة و أن التقية في البراءة جائزة و الأفضل التقية فيها و ترك التقية فيها مرجوح، هذا أقصى ما يستفاد منها و هذا كله إذا لم يمكن التورية في السب أو البراءة و أما إذا أمكن ذلك فهو متعين قطعا و الله العالم.

تشييد للمرام- قد شنع المخالفون علينا في قولنا بالتقية مع كثرة الدلائل القاطعة عليها من الكتاب و السنة و قد رووا ما يدل عليها من طرقهم و قد قال الله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللّٰهِ مِنْ بَعْدِ إِيمٰانِهِ إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ) و قال تعالى: (لٰا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكٰافِرِينَ أَوْلِيٰاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّٰهِ فِي شَيْءٍ إِلّٰا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقٰاةً) و روى الفخر الرازي و غيره من المفسرين عن الحسن قال: أخذ مسيلمة الكذاب رجلين من أصحاب رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) فقال لأحدهما: أ تشهد أن محمدا رسول الله قال: نعم قال: أ فتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم و كان مسيلمة يزعم أنه رسول بني حنيفة و محمد (صلى اللّٰه عليه و آله) رسول قريش فتركه و دعا الآخر فقال:

أ تشهد أن محمدا رسول الله قال نعم نعم نعم قال: أ فتشهد أني رسول الله؟ قال إني أصم ثلاثا فقدمه و قتله فبلغ ذلك رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) فقال:

أما هذا المقتول فمضى على صدقه و يقينه فهنيئا له و أما الآخر فقبل رخصة الله فلا تبعة عليه. و روى العامة و الخاصة أن أناسا من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه و كان فيهم من أكره فأجرى كلمة الكفر على لسانه مع أنه كان بقلبه مصرا على الإيمان منهم عمار و أبواه ياسر و سمية و صهيب و بلال و خباب و سالم عذبوا و قتل ياسر و سمية و هما أول قتيلين في الإسلام و أما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فقيل:

يا رسول الله إن عمارا كفر فقال (صلى اللّٰه عليه و آله): كلا إن عمارا مليء إيمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الإيمان بلحمه و دمه فأتى عمار رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) و هو يبكي فجعل رسول الله يمسح عينيه يقول ما لك إن عادوا لك فعد لهم بما قلت و منهم خير مولى الحضرمي أكرهه سيده فكفر ثم أسلم و حسن إسلامهما و هاجرا. و قال ابن عبد البر في الإستيعاب في ترجمة عمار: إن نزول الآية يعني قوله تعالى (إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ) مما أجمع أهل التفسير عليه و يدل على ذلك أيضا ما يدل على نفي الحرج في الدين كقوله

نام کتاب : الأصول الأصلية و القواعد الشرعية نویسنده : شبّر، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست