responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 218
( الثالث ) و من أسباب الحكم بالحسن و القبح ( الخلق الانسانى ) الموجود فى كل انسان على اختلافهم فى أنواعه , نحو خلق الكرم و الشجاعة . فان وجود هذا الخلق يكون سببا لادراك ان افعال الكرم ـ مثلا ـ مما ينبغى فعلها فيمدح فاعلها و افعال البخل مما ينبغى تركها فيذم فاعلها .
و هذا الحكم من العقل قد لا يكون من جهة المصلحة العامة او المفسدة العامة و لا من جهة الكمال للنفس أو النقص , بل بدافع الخلق الموجود .
و اذا كان هذا الخلق عاما بين جميع العقلاء يكون هذا الحسن و القبح مشهورا بينهم تتطابق عليهم آراؤهم . و لكن انما يدخل فى محل النزاع اذا كان الخلق من جهة اخرى فيه كمال للنفس أو مصلحة عامة نوعية فيدعو ذلك الى المدح و الذم . و يجب الرجوع فى هذا القسم الى ما ذكرته عن ( الخلقيات ) فى المنطق ( ج 3 ص 20 ) لتعرف توجيه قضاء الخلق الانسانى بهذه المشهورات .
( الرابع ) و من أسباب الحكم بالحسن و القبح ( الانفعال النفسانى ) , نحو الرقة و الرحمة و الشفقة و الحياء و الانفة و الحمية و الغيرة . . . الى غير ذلك من انفعالات النفس التى لا يخلو منها انسان غالبا .
فنرى الجمهور يحكم بقبح تعذيب الحيوان اتباعا لما فى الغريزة من الرقة و العطف , و الجمهور يمدح من يعين الضعفاء و المرضى و يعنى برعاية الايتام و المجانين بل الحيوانات لأنه مقتضى الرحمة و الشفقة . و يحكم بقبح كشف العورة و الكلام البذىء لأنه مقتضى الحياء . و يمدح المدافع عن الاهل و العشيرة والوطن و الامة لأنه مقتضى الغيرة و الحمية . . . الى غير ذلك من أمثال هذه الاحكام العامة بين الناس .
و لكن هذا الحسن و القبح لا يعدان حسنا و قبحا عقليين , بل ينبغى ان يسميا عاطفيين أو انفعاليين . و تسمى القضايا هذه عند المنطقيين بـ ( الانفعاليات ) . و لأجل هذا لا يدخل هذا الحسن و القبح فى محل النزاع مع الاشاعرة , و لا نقول نحن بلزوم متابعة الشرع للجمهور فى هذه الاحكام , لأنه ليس للشارع هذه الانفعالات . بل يستحيل وجودها فيه لأنها من صفات الممكن . و انما نحن نقول بملازمة حكم الشارع لحكم العقل بالحسن و القبح فى الاراء المحمودة و التأديبات الصلاحية ـ على ما سيأتى ـ فباعتبار ان الشارع من العقلاء بل رئيسهم , بل خالق العقل , فلا بد أن يحكم بحكمهم بما هم عقلاء و لكن لا يجب ان يحكم بحكمهم بما هم عاطفيون . و لا نقول ان
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست