نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 217
جميع العقلاء . فهذا المدح و الذم اذا تطابقت عليه جميع آراء العقلاء
باعتبار تلك المصلحة أو المفسدة النوعيتين , أو باعتبار ذلك الكمال او
النقص النوعيين ـ فانه يعتبر من الاحكام العقلية التى هى موضع النزاع .
و هو معنى الحسن و القبح العقليين الذى هو محل النفى و الاثبات .
و تسمى هذه الاحكام العقلية العامة ( الاراء المحمودة ) و (
التأديبات الصلاحية ) . و هى من قسم القضايا المشهورات التى هى قسم برأسه
فى مقابل القضايا الضروريات . فهذه القضايا غير معدودة من قسم الضروريات
, كما توهمه بعض الناس و منهم الاشاعرة كما سيأتى فى دليلهم . و قد
اوضحت ذلك فى الجزء الثالث من ( المنطق ) فى مبادىء القياسات , فراجع
.
و من هنا يتضح لكم جيدا ان العدلية ـ اذ يقولون بالحسن و القبح
العقليين ـ يريدون ان الحسن و القبح من الاراء المحمودة و القضايا
المشهورة المعدودة من التأديبات الصلاحية و هى التى تطابقت عليها آراء
العقلاء بما هم عقلاء .
و القضايا المشهورة ليس لها واقع وراء تطابق الاراء , أى أن واقعها
ذلك . فمعنى حسن العدل او العلم عندهم ان فاعله ممدوح لدى العقلاء و
معنى قبح الظلم و الجهل ان فاعله مذموم لديهم . ( 1 )
و يكفينا شاهدا على ما نقول ـ من دخول امثال هذه القضايا فى
المشهوراتالصرفة التى لا واقع لها الا الشهرة و انها ليست من قسم
الضروريات , ما قاله الشيخ الرئيس فى منطق الاشارات : (( و منها الاراء
المسماة بالمحمودة . و ربما خصصناها باسم الشهرة اذ لا عمدة لها الا
الشهرة , و هى آراء لو خلى الانسان و عقله المجرد و وهمه و حسه و لم يؤدب
بقبول قضاياها و الاعتراف بها . . . لم يقض بها الانسان طاعة لعقله
او وهمه او حسه , مثل حكمنا بأن سلب مالالانسان قبيح , و ان الكذب قبيح
لا ينبغى ان يقدم عليه . (( . . .
و هكذا وافقه شارحها العظيم الخواجه نصيرالدين الطوسى .
( 1 ) و لا ينافى هذا ان العلم حسن من جهة أخرى و هى جهة كونه كمالا للنفس و الجهل قبيح لكونه نقصانا .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 217