نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 216
نفس التصميم و الارادة للعمل و تسمية الارادة عقلا وضع جديد فى اللغة .
4 ـ أسباب حكم العقل العملى بالحسن و القبح
ان الانسان اذ يدرك ان الشىء ينبغى فعله فيمدح فاعله , او لا
ينبغى فعله فيذم فاعله , لا يحصل له هذا الادراك جزافا و اعتباطا , و هذا
شأن كل ممكن حادث بل لابد له من سبب . و سببه بالاستقراء أحد أمور
خمسة نذكرها هنا لنذكر ما يدخل منها فى محل النزاع فى مسألة التحسين و
التقبيح العقليين , فنقول :
( الاول ) ـ ان يدرك أن هذا الشىء كمال للنفس أو نقص لها , فان
ادراكالعقل لكماله أو نقصه يدفعه للحكم بحسن فعله أو قبحه كما تقدم قريبا ,
تحصيلا لذلك الكمال او دفعا لذلك النقص .
( الثانى ) ـ ان يدرك ملائمة الشىء للنفس او عدمها اما بنفسه او
لما فيه من نفع عام أو خاص , فيدرك حسن فعله أو قبحه تحصيلا للمصلحة أو
دفعا للمفسدة .
و كل من هذين الادراكين ـ اعنى ادراك الكمال أو النقص , و أدراك الملائمة او عدمها ـ يكون على نحوين :
1 ـ أن يكون الادراك لواقعة جزئية خاصة , فيكون حكم الانسان
بالحسن و القبح بدافع المصلحة الشخصية . و هذا الادراك لا يكون بقوة
العقل , لأن العقل شأنه ادراك الامور الكلية لا الامور الجزئية , بل
انما يكون ادراك الامور الجزئية بقوة الحس أو الوهم أو الخيال , و ان
كان مثل هذا الادراك قد يستتبع مدحا أو ذما لفاعله و لكن هذا المدح
أو الذم لا ينبغى أن يسمى عقليا بل قد يسمى ـ بالتعبير الحديث ـ (
عاطفيا ) لأن سببه تحكيم العاطفة الشخصية و لا بأس بهذا التعبير .
2 ـ أن يكون الادراك لأمر كلى , فيحكم الانسان بحسن الفعل لكونه
كمالا للنفس , كالعلم و الشجاعة , أو لكونه فيه مصلحة نوعية كمصلحة العدل
لحفظ النظام و بقاء النوع الانسانى . فهذا الادراك انما يكون بقوة
العقل بما هو عقل , فيستتبع مدحا من جميع العقلاء .
و كذا فى ادراك قبح الشىء باعتبار كونه نقصا للنفس كالجهل , او
لكونه فيه مفسدة نوعية كالظلم , فيدرك العقل بما هو عقل ذلك و يستتبع
ذما من
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 216