فعلى الثاني يلزم
طرح النص ، لأن الخاصّ نصّ في مدلوله والعام ظاهر فيه ، وعلى الأول يلزم طرح
الظاهر مطلقا ، وهو ممنوع ، لأن العام نصّ في منتهى التخصيص ، فيلزم من طرحه طرح
النص.
وبالجملة يلزم من
عدم الترتيب طرح أحد النصين ، وهو محذور كما لا يخفى [١].
وقد يورد على ما
أفاده الشيخ قدسسره أخيرا من ملاحظة الترتيب وانقلاب النسبة في القسم الثاني بوجهين :
الأول : في ما
ذكره في نفي توهم صحة الترتيب وانقلاب النسبة من عدم انعقاد ظهور للعام في الباقي
الا بعد العلاج ونفي المخصص ، ومع وجوده لا يتم له ظهور ، فيخرج عن موضوع المعارضة
لأنه يكون مجملا.
فانه جار في هذا
القسم ـ على ما يظهر منه ـ إذ مع فرض وجود المزاحم للعام المخصص وهو العام الآخر ،
لا ينعقد للعام ظهور في الباقي بعد التخصيص الا بعد العلاج ونفي مزاحمة العام
الآخر له ، وإلاّ كان مجملا ، فلا يصلح للتخصيص ، فالكلام المتقدم في تلك الصورة
يجري بعينه في هذه الصورة.
الثاني : فيما
ساقه من الدليل على لا بدية الترتيب وانقلاب النسبة به في الصورة الثانية.
فانه يمكن الخدشة
فيه : بان الأمر لا ينحصر بين الترتيب في العلاج ولزوم المحذور الّذي ذكره ، كي
يتعين الالتزام بالترتيب وانقلاب النسبة فرارا عن المحذور ، بل يمكن الالتزام بشق
ثالث ، وهو تساقط الأدلة بمجموعها بالمعارضة ، فانه إذا كان تخصيص : « أكرم
العلماء » بدليل : « يستحب إكرام العدول » يلزم منه المحذور المزبور ، يقع التعارض
بين مجموع : « لا تكرم فساق العلماء » و : « يستحب إكرام العدول »
[١] الأنصاري المحقق
الشيخ مرتضى. فرائد الأصول ـ ٤٥٨ ـ الطبعة القديمة.