responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحريرات في الأصول نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 8  صفحه : 177

فيلزم دلالته على المطلوب؟

بقيت شبهة: و هي أنّ كلمة «أتى» لازمة غير متعدّية حسب المتعارف في الاستعمالات، و عندئذ لا بدّ من أسباب التعدّي و هي مفقودة، و ليست كلمة «من» بمعنى «الباء» للتعدية، و عند ذلك تكون هذه الكلّية فاقدة لشرائط العربيّة. و يؤيّد ذلك كون الراوي أبا هريرة الجعّال.

أقول: تنحلّ هذه الشبهة تارة: من ناحية قراءة «فأتوا» من باب الإفعال، فيكون مفعوله إمّا كلمة «منه» و يلزم عندئذ أن تكون «ما» مصدريّة زمانيّة، أو يكون مفعوله «ما» لعدم كون الجارّ و المجرور مفعولا به، فتكون «ما» موصوفة نكرة، أو موصولة احتمالا.

و ذهب بعض النحاة إلى إمكان كون «من» التبعيضيّة مبتدأ، و قالوا و منه قول ابن مالك:

و منه منقول كفضل و أسد [1]

و حيث إنّ التبعيضيّة معنى حرفيّ لا يتمّ ما ذكر، فيلزم كون «ما» مفعولا به؛ أي «فعليكم الإتيان من المأمور به مقدار مقدوركم و مستطاعكم».

و اخرى: من جهة أنّ كلمة «أتى» كما تأتي لازمة تأتي متعدّية، مثل قوله تعالى: يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ‌ [2] أو قوله تعالى: لَتَأْتُونَ الرِّجالَ‌ [3] و قد صرّح في «الأقرب» [4] و غيره‌ [5]: «أنّ أتى لازم متعدّ» و عند ذلك تكون الهمزة همزة


[1]- البهجة المرضيّة: 55.

[2]- النساء (4): 15.

[3]- الأعراف (7): 81.

[4]- أقرب الموارد 1: 3.

[5]- المصباح المنير: 8.

نام کتاب : تحريرات في الأصول نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 8  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست