إذا عرفت الأمرين فنقول: مقالة الشيخ (رحمه اللَّه) أنّ استصحاب الصحّة الفعليّة لا حالة سابقة لها، و استصحاب الصحّة الشأنيّة لا شكّ في بقائها [1].
و في تعبير آخر: هو استصحاب تعليقيّ غير جار في ذاته. مع أنّه لا شكّ في بقائها.
و في «تهذيب الاصول» توصيف الأجزاء السابقة ب «الاستعداد» و ب «الحيثيّة الاستعداديّة للحوق الأجزاء اللاحقة» [2] و هذا أمر مشكوك فيه، إلّا أنّ الأصل مثبت، و لا يمكن الفرار به عن الاشتغال اليقينيّ.
و ربّما يقال: بكفاية استصحاب عدم تحقّق ما يضرّ أثناء المركّب [3]، و هو غير تامّ بالنسبة إلى مورد اشتراط عدم الزيادة في المركّب احتمالا كما مرّ [4]. مع أنّه لا تثبت به تماميّة المركّب و الصحّة الفعليّة، كي يقال: بحكومة هذا الاستصحاب على ذاك الاستصحاب الوجوديّ.
و أمّا المناقشة: بأنّ الوجود الصحيح كان يوجد، و يشكّ في بقائه، و هذا غير معقول؛ لأنّ مصبّ اليقين و الشكّ شيئان، فمندفعة: بما سيأتي إن شاء اللّه تعالى في إمكان استصحاب الامور التدريجيّة كالزمان، و ما ينطبق على الزمان، كالحركة و أمثال هذه المركّبات [5].