«النبأ» و «الخبر» مترادفان حسب نظر اللغويّين البسطاء [1].
و في «مفردات الراغب»: «النبأ خبر، ذو فائدة عظيمة، يحصل به علم، أو غلبة الظنّ، و لا يقال للخبر في الأصل: نبأ، حتّى يتضمّن هذه الأشياء الثلاثة و حقّ الخبر الّذي يقال فيه: نبأ، أن يتعرّى عن الكذب، كالتواتر، و خبر اللّه تعالى، و خبر النبي (صلى اللَّه عليه و آله و سلم).
و لتضمّن النبأ معنى الخبر يقال: أنبأته بكذا، كقولك: أخبرته بكذا.
و لتضمّنه معنى العلم قيل: أنبأته كذا، كقولك أعلمته كذا ...».
إلى أن قال: «و قوله تعالى إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا تنبيه أنّه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر، فحقّه أن يتوقّف فيه و إن علم و غلب صحّته على الظنّ، حتّى يعاد النّظر فيه، و يتبيّن فضل تبيّن» [2]، انتهى.
و في كثير من كتب التفسير تفسير «النبأ» بالخبر العظيم [3]. و توصيفه ب الْعَظِيمِ في القرآن [4] لا ينافيه، إن لم يكن مؤكّدا له، كما لا يخفى على أهله.
و يؤيّد ذلك: بعد إقدام النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) اعتمادا على قول الفاسق، فيعلم منه: أنّ خبره كان نبأ، و موجبا للعلم أو غلبة الظنّ، فأوحى اللَّه تعالى بالتأكيد في ذلك، ليكون المخبر فاسقا.
و مما يؤيّد ذلك: أنّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) حسب المرويّ، بعث خالد بن الوليد للتثبّت، و لم
[1]- لسان العرب 14: 8، المصباح المنير 2: 721، القاموس المحيط 1: 30.