و أنت خبير بما فيه، لما مضى من المناقشة في صغرى الإجماعات المحكيّة، بل و عدم تمكّن المتأخّرين من تحصيل الإجماع [3]، و إلاّ فلا مناقشة في الإجماع و لو كان منقولا بحسب الكبرى فإنّه حجّة [4]، و ليس هو إلاّ الشهرة.
هذا، و سيمرّ عليك ما ادعاه الشيخ (رحمه اللَّه) [5] من قيام السيرة العمليّة من عصر النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) على العمل به، و يكفي لبطلان المقصد المزبور ما مرّ، و إن أمكن حمله على الخبر الواحد الخالي من شرائط الحجّية العقلائيّة و الشرعيّة، في قبال من كان في عصره- احتمالا- يعمل بمطلق الخبر الموجود في الكتب الموجودة في عصره ك «الكافي» و «الفقيه» أو كتب العامّة، كما هو بناء الأخباريّين في العصور المتأخّرة بالنسبة إلى الكتب الأربعة.
[1]- الذريعة إلى أصول الشريعة 2: 528، رسائل الشريف المرتضى 1: 24 و 26 و 3: 309.