و ما تعرّض له الأصحاب رحمهم اللَّه [1] هو الأوّل، مع أنّ كلمة «إنّما» إذا كانت للحصر فهي أعمّ من ذلك، كما تحرّر في محلّه، فتدبّر جيّدا.
و ثالثتها: الجملات المشتملة على «بل» الإضرابيّة، و «لكن» الاستدراكيّة، و تعريف المسند، و تقديم ما حقّه التأخير
فإنّها كلّها قاصرة عن إفادة الحصر، دون التأكيد، و أمّا المفهوم فهو ثابت أحيانا بالضرورة، و لكنّه ليس مستندا إلى الأوضاع اللغويّة.
و أمّا توهّم: أنّ كلمة «إنّما» و أمثالها ممّا يؤكّد، تفيد الحصر، لما لا معنى للتأكيد إلاّ ذلك [2]، فهو في غير محلّه، ضرورة أنّ التأكيد ليس لإفادة المعنى الزائد، بل هو تارة: يكون لدفع التوهّم و الاحتمال، و أخرى: لتعظيم الحكم و تعزيره، و ثالثة:
لغير ذلك ممّا يقتضيه المقام، و إنّي بعد ما تأمّلت في موارد استعمال تلك الحروف المشار إليها، لم يظهر لي وجه الحصر و لو كان غير وجيه.