الجهة الثانية: في أنّها هل تفيد الحصر [1]، أم لا [2]؟
أو يفصّل بين كلمة «إنّما» بالكسر و «أنّما» بالفتح [3]، أنّ يفصّل بين حصر المسند إليه و بالعكس [4]، فيفيد الأوّل في قولك: «إنّما زيد كاتب» دون الثاني «إنّما يكتب زيد» وجوه و احتمالات.
و ما هو الأقوى الأظهر هو الوجه الثاني، و ذلك لوجوه:
منها: عدم معهوديّتها للحصر في كلمات السلف و الخلف إلاّ من شذّ من المتأخّرين [5].
و منها: أنّها بالمقايسة إلى «أنّما» بالفتح و «ليتما» و أمثالها، يظهر اشتراكهما في المعنى، و عدم إفادتها الحصر أيضا.
و منها: أنّها كثيرا ما استعملت فيما لا حصر هناك، كقوله تعالى: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ*[6] و قوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ*[7] و قوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها[8] و قوله تعالى: وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ[9] و قوله تعالى: إِنَّمَا