و هنا احتمال ثالث: و هو كون «إلاّ» في هذه المواقف بمعنى «غير» لرجوعه إلى قيد الموضوع و وصفه، كما لا يخفى.
و بالجملة: قد عرفت أنّ وجه استفادة المفهوم من الاستثناء المتّصل، هو أنّه كان بحيث إذا لم يذكر يكون المستثنى مندرجا في المستثنى منه حكما [1]، و هذا ليس يأتي في المنقطع بالضرورة، فإفادة الحكم المخالف محتاج إلى القرينة الأخرى غير نفس الاستثناء، كما في قوله تعالى: لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ[2] فإنّه ربّما يستفاد منه- مضافا إلى تحكيم امتناع المستثنى منه عن قبول الاستثناء و التخصيص- أنّ جواز الأكل ثابت للمستثنى أيضا بالضرورة، و لكنّه ليس مستندا إلى كلمة الاستثناء بناء على الانقطاع، فليتدبّر جيّدا.
ثانيتها: الجملة المشتملة على كلمة «إنّما»
فالمشهور بين اللغويّين و النحاة إلى العصر الأخير، أنّها لا تفيد الحصر [3]، و نسب [4] إلى بعض المتأخّرين من النحويّين [5] و جماعة من الأصوليّين [6] أنّها للحصر، و اختلفوا فيها في جهتين: