و أنّ أيّة جملة يمكن أن يستخرج منها ذلك؟ و هي كثيرة نذكر بعضا منها:
أولاها: الجملة الاستثنائيّة
و هي أهمّها، و تتصوّر على كيفيّات، فإنّ من الممكن أن يقع حرف الاستثناء عقيب الجملة المستثنى منها.
كما يمكن أن يقع مقدّما عليها، كقولك: «العلماء إلاّ الفسّاق منهم يجب إكرامهم».
و ثالثة: يقع متوسّطا بينهما، كقولهم: «العلماء أكرمهم إلاّ الفسّاق منهم».
و رابعة: كما في كتب النحو، يقدّم على المستثنى منه، كقولهم: «ما جاءني إلاّ زيدا أحدا».
و على كلّ تقدير تارة: تكون الجملة إيجابيّة، و أخرى: سلبيّة.
و ربّما يستثنى بغير «إلاّ» من سائر الحروف، كما ربّما يستثنى ب «لا سيّما» فإنّها و إن دلّت على اتحاد الحكم بين المستثنى و المستثنى منه، إلاّ أنّ المقصود من الاستثناء هو الأعمّ، كما لا يخفى.
ثمّ إنّ «إلاّ» تأتي على أربعة أوجه، حسبما تخيّلوه في النحو [1] و اللغة [2]:
الاستثناء، و بمنزلة «غير» فتكون وصفا، و تأتي عاطفة، و زائدة.