responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 360

السفينة التى تقع بها النجاة الى دار الرحمة و الرضوان فهى تقوى اللّه لا غير كما ذكر فى هذا الحديث.

و منها: كونها مما غرق فيه خلق كثير و هلكوا هلاك الابد و هو هلاك الروح، فان للانسان ثلاث حيوانات:

اولها: حياة البدن و هى حياة الطبيعية الدنيوية التى تشارك فيها جميع الحيوانات.

و ثانيتها: حياة النفس و هى التى تبقى بعد البدن لجميع افراد الانسان دون سائر الحيوان فيحشرون و يثابون او يعاقبون.

و ثالثتها: حياة الروح و انما هى بالمعرفة و اليقين و الايمان الحقيقى، و الموت الّذي بإزائه هو الكفر و العناد و الجهل و الاستكبار، و انما غرق فيها الاكثر لاغترارهم بما فيها من زهراتها و شهواتها المغوية و زينتها الفانية و تمتعهاتها الباطلة فهى بما فيها غارة مضلة يغتر بها الانسان و يهلك‌[1]. و قد حذر اللّه سبحانه عباده عن غرور الدنيا و فتنتها فى مواضع كثيرة من كتابه كما قال: لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ*، (لقمان- 33) و قوله: وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ‌، (الحديد- 14) فاذا كان كذلك فلا نجاة لاحد منها و غرورها الا بسفينة التقوى و التزهد فيها، و لكن التقوى يجب ان يكون محشوة بالايمان القلبى و الا فلا فائدة فيها و لهذا قال: و حشوها الايمان.

ثم لا بد له من التوكل باللّه و هو الوثوق به و الاعتماد عليه فى كل الامور لا على الاسباب، فان من لا يعتقد ان الامر كله بيد اللّه و لا يطمئن به فى انه متكفل لاموره بل يتقيد بالاسباب و يعتقدها مما يحتاج إليه فيعوقه ذلك عن السفر الى اللّه، كمن لا يسافر فى الدنيا وحده بل مع الرفقاء و القوافل و الاسباب حذرا من عدم القوت و خوفا عن قاطع الطريق فينتظر مدة مديدة لانتظار الاسباب.

فهكذا من لا يتوكل عليه تعالى فلا يسافر الى عالم القدس و لا يخرج من بيته مهاجرا الى اللّه و رسوله، فالتوكل بمنزلة شراع سفينة النجاة الّذي به يسرع سير السفينة و لذا قال: و شراعها التوكل، ثم مع التقوى و الايمان و التوكل لا بد له من عقل تام به يدرك‌


[1] كتب شارح الكبير فى صدر هذه الصفحة: اللهم ارحمنا و لا تؤيسنا.

نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست