نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 359
الارادى قبل الموت الطبيعى لقوله 6:
موتوا قبل ان تموتوا، يكون باقيا باللّه و هو المراد بقوله: تكن اعقل الناس.
فان اعقل الناس هم
الأنبياء و الاولياء : ثم الامثل فالامثل، و قوله:
و ان الكيس لدى الحق
يسير، يعنى ان كياسة الانسان و هى عقله و فطانته يسير لا قدر له عند الحق و انما
الّذي له قدر عند اللّه هو التواضع و المسكنة و الخضوع و العجز و الافتقار إليه،
فكل علم و كمال لا يؤدى بصاحبه الى مزيد فقر و حاجة إليه تعالى فيصير وبالا عليه و
كان الجهل و النقيصة اولى به.
و لذلك قيل: غاية مجهود
العابدين تصحيح جهة الامكان و الفقر إليه تعالى، فكل عالم كيس زعم ان له وجودا او
كمالا غير ما هو رشح من رشحات بحر وجوده و تفضله فهو فى غطاء شديد و حجاب عظيم عن
درك الحقيقة.
قوله 7 «يا
بنى ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه و
حشوها الايمان و شراعها التوكل و قيمها العقل و دليلها العلم و سكانها الصبر».
الشرع وتر العود و
الشرعة اخص منه، و فى حديث صور الأنبياء ::
كان شراع الانف، اى ممتد
الانف طويله، و عن ابى موسى: كنا نسير فى البحر و الريح طيبة و الشراع مرفوع، و
شراع السفينة بالكسر ما يرفع فوقها من ثوب ليدخل فيه الريح فتجريها، قوله: ان
الدنيا بحر عميق، مثل الدنيا بالبحر لوجوه من الشبه:
منها: تغيرها و استحالة
اشكالها و صورها فى كل لحظة، فالكائنات فيها كالامواج، و ما من صورة تكون فيها الا
و لا بد و ان تفسد فهى متعاقبة الكون و الفساد سيما على ما رأيناه من تبدل الامثال
فى كل حين.
و منها: كونها كالبحر
مما يعبر عليه افراد الناس الى دار اخرى، فالنفوس كالمسافرين و الابدان كالسفائن
بها ينتقل من الدنيا الى الآخرة، و بهذه السفينة البدنية لا يحصل الا مطلق
الانتقال الى دار اخرى سواء كانت دار عذاب و حبس و سلاسل و اغلال و سخط من اللّه
او دار ثواب و كرامة و نعيم و قرب من عند اللّه و رضوان، و اما
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 359