نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 361
حقائق الامور و يعرف عالم القدس و الحضرة الالهية التى عرضها
كعرض السماء و الارض الّذي ينتهى إليه حركة سفينة النجاة.
فالعقل بمنزلة القيم
للسفينة و يقال له الربان، و نسبته إليها كنسبة النفس الى البدن لجامع التربية و
التدبير، و العقل لا ينفك عن العلم فان نسبته الى العقل كنسبة النور من السراج و
الرؤية من البصر، فالعلم دليل العقل كالكوكب دليل قيم السفينة.
و مع هذه الخصال كلها لا
بد من الصبر، فان ارتقاء الانسان من حد البشرية الى حد القرب من اللّه لا يقع الا
بتحولات كثيرة و تقلبات شديدة و مجاهدات قوية مع النفس فى مدة طويلة فيحتاج الى
صبر عريض و عزم تام لقوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ
الرُّسُلِ (الاحقاف- 35)، و لا تعجل فالصبر مفتاح الفرج، فلهذا قال: و سكانها
الصبر، فان العجلة من فعل الشيطان وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ (طه- 114).
و عنه 6: ان هذا الدين متين فاوغلوه بالرفق فان المنبت لا ارضا قطع و لا ظهرا أبقى[1] و عن بعض
اعاظم الحكماء السابقين: لا يعلم العلم الالهى الاكل ذكى صبور، و عن المسيح
النورانى 7: لن يلج ملكوت السموات من لم يولد مرتين.
قوله 7 «يا
هشام ان لكل شيء دليلا و دليل العقل التفكر، و دليل التفكر الصمت، و لكل شيء
مطية و مطية العقل التواضع».
الدليل هو ما يلزم من
العلم به العلم بشيء اخر، و لهذا يقال له العلامة، و لفظه قد يضاف الى المستدل و
قد يضاف الى المستدل عليه، و المراد هاهنا هو الثانى، و المطية الناقة التى يركب
مطاها الى ظهرها، و يقال: يمطى بها فى السير اى يمد، و التمطى هو التمدد فى اليدين
للتبختر و نحوه فقوله: لكل شيء دليلا الى عليه، و الدليل
[1] و فى الحديث: لا تكرهوا على انفسكم عبادة
ربكم، فان المبتت لا ارضا قطع و لا ظهرا ابقى، يقال للرجل اذا انقطع فى سفره و
عطبت راحلته، اى انه انقطع و بقى فى طريقه عاجزا لم يقض وطره.
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 361