responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 351

(طه- 124). اذا تقرر هذا فنقول: قد نبه اللّه سبحانه فى مواضع كثيرة من القرآن على ان الانسان و ان كان فى هذه النشأة البشرية نوعا واحدا متماثل الافراد كما قال: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ*، (الكهف- 110) لكنه بحسب النشأة الثانية الباطنية متخالف الانواع، و ان نوع العالم الربانى و المؤمن الحقيقى مخالف لنوع الجاهل و غير المؤمن فقال: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ‌، (الزمر- 9) و قال: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى‌[1]؟ (الرعد- 19).

فالمراد من هذه الآية التعجب و الانكار لمن زعم ان العالم بكيفية الانزال و الوحى او بمعانى القرآن كالجاهل بها بحسب الحقيقة الانسانية فى النشأة الباقية، فعبر عن الجاهل بالاعمى صريحا و عن العالم بالبصير ضمنا ليتضح المقصود بهذا التمثيل فى المحسوس فضل اتضاح، لان اكثر الناس لا يعرفون المعانى العقلية الا بامثلة جزئية مطابقة لها لان وجودهم فى هذه المرتبة، ثم نبه على ان العالم البصير و العارف بهذا الذكر ليس الا أولو الالباب و هذا غاية المدح و التعظيم.

قوله 7 «و قال: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ؟ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‌. (الزمر- 9).

قوله «أمن» قرأه بعض القراء بتخفيف الميم و البعض الاخر بتشديدها، وجه الاول ان الف الاستفهام دخل على من الموصول و الجواب محذوف تقديره: كمن ليس كذلك، و وجه التشديد انه قال الفراء: ان أصله أم من فادغمت الميم فى الميم، فعلى هذا هى أم التى فى قولك أزيد افضل أم عمرو؟ و القانت القائم بما يجب عليه من الطاعة.

و روى ان افضل الصلوات طول القنوت و هو القيام فيها. و عن ابن عباس: القنوت الطاعة لقوله تعالى‌ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ*، (البقرة- 116) اى مطيعون، و اناء الليل اوله و وسطه و آخره، و فيه تنبيه على فضل قيام الليل و انه ارجح من قيام النهار كما يدل عليه‌


[1] و فى الاصل: أ فمن يؤمن كمن لا يؤمن؟.

نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست