نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 35
يسع التفصيل لعرضنا اقاويل عدد من المحققين فى هذه المسألة
حتى يعلم كيف خلطوا القضايا و اتعبوا انفسهم بلا فائدة فيه، حيث فقدوا الطريق
الاكتشافى الصحيح لتحصيل حد العقل العملى، و كأنهم ذهلوا عن عدم مباشرة العقل
مطلقا لاى حكم جزئى و عدم مبدئيته المباشرية للتحريك.
و هنا دقيقة يجب التنبه
لها، و هى ان العقل العملى كما يصدر حكما جزئيا بدليل منافاة الجزئية لشأنه، كذلك
لا يصدر بما هو عملى حكما كليا كبرويا، اذ الكلية من مختصات الادراك النظرى، و
انما يدرك هو حسن طبيعة العدل مثلا، و اما ان كل عدل حسن او واجب فهو مما يستحصله
عن طريق القوة النظرية. فالكبرى الكلية الاخلاقية قضية محصلة من نوعين من الادراك،
و منبثقة نهائيا من اصول الادراك النظرى و مجموعة من سائر القوى و المختصات التى
ترجع بجذورها الى صفات النفس و مراتبها و الى نوع من العلم.
فالعقل العملى يستمد فى
قضاياه من مجموعة متداعمة بما فيها ادراكات العقل النظرى لكن معلومه الخاص هو ما
يتصل بالعمل من الناحية الاخلاقية محضا، و اما باقى الامور من الكلية و العمل و
التطبيق و غيرها فهى وظائف العقل النظرى و على هذا الضوء ليتضح ان الاخلاق عندنا
مفسرة تفسيرا واقعيا مثاليا، و ان كانت مصبوبة فى ظاهر امرها فى صيغ اعتبارية، و
ضمن اطارات تتبلور بالقيم المجردة عن الواقع، و لو كانت الاخلاق مجرد الاعتبارات و
القيم المجردة، لكانت جوفا من دون استناد الى اصول حقيقية و لا غايات كمالية، و
اننا لننفى فى طريقتنا التفكرية اى اعتبار ليس ورائه واقع، و أية قيمة لا تستمد
كيانها من الواقعيات بما فيها مبدأ الواقعية الواجب و اصول الكون و مراتب النفس و
مراحل الوجود و منازله.
و لسنا فى موقفنا هذا
موافقين للواقعيين الماترياليين و لا للمثاليين بوصفهما، اتباعا لمدرستين
اخلاقيتين متضاربتين بالتنافى، بل انما نوافق الطريقة التفكيرية المتعالية المركزة
على اسس الوجود كله، و قد شرحناها بطرف منها فى مقدمة على كتاب «مفاتيح الغيب»
لصدر الدين الشيرازى، و هذه الاخلاقية الواقعية بمفهومها الخاص
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 35