responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية الطالب الى اسرار المكاسب ط قديم نویسنده : الشهيدي التبريزي، الميرزا فتاح    جلد : 2  صفحه : 328

الولاية في الأنبياء علمهم بالأحكام و هو متحقّق في العلماء و فيه بعد تسليم ذلك أنّه لا يجدي إلّا بعد دعوى القطع بعدم دخالة التّفاوت في مقدار العلم و كيفيّته و أنّى له بذلك ثمّ إنّ المراد بقوله ص و إنّ الأنبياء لم يورّثوا إلى آخره إنّ الأنبياء ليس بناؤهم على جمع المال حتّى يبقى بعدهم و يرثوه الورثة عنهم كما في سائر آحاد النّاس بل بناؤهم على نشر العلم و الأحاديث و ترويج الأحكام كي ينتفع به النّاس مثل ما ينتفع الوارث من مال مورّثه فلا نظر فيه إلّا أنّه لو اتّفق منهم ترك المال و بقي منهم الدينار و الدّرهم بما ذا يعمل فيه يرثه ورثته مثل سائر النّاس أم لا فلا يرتبط مضمون هذا الحديث بمضمون الحديث المجعول لأجل غصب فدك و أخذه من يد فاطمة عليها السّلام نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة حتّى يكون شاهدا عليه كما قد يتوهّم و يشهد للمعنى الّذي ذكرناه ما أرسله الكراجكي عن أمير المؤمنين ع العلم أفضل من المال بسبعة الأوّل أنّه ميراث الأنبياء و المال ميراث الفراعنة الحديث حيث أنّ ميراث الفراعنة قد يختصّ بالمال ضرورة إمكان توريثهم العلم أيضا فالمراد منه توريث المال من حيث البناء و الغلبة فيعلم بالمقابلة أنّ المراد من توريث الأنبياء العلم إنّما هو بحسب البناء و الغلبة قوله و إنّ العلماء أمناء الرّسل‌ أقول نظره في ذلك إلى ما رواه السّكوني عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال قال رسول اللَّه ص الفقهاء أمناء الرّسل ما لم يدخلوا في الدّنيا قيل يا رسول اللَّه و ما دخولهم في الدّنيا قال اتّباع السّلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم تقريب الاستدلال بذلك أنّ الأمين من فوّض عليه حفظ ما كان للمؤمّن و قضيّة حذف المتعلّق عمومه للولاية و معنى حفظ العالم للولاية إعمالها كما أنّ إفسادها ترك العمل بها و لا نعني من ولاية العلماء إلّا هذا المعنى و فيه ما مرّ في الجواب عن الرّواية الأولى إذ قوله فاحذروهم على دينكم يصلح قرينة على كون المراد من متعلّق الأمانة هو خصوص الدّين و الأحكام الشّرعيّة فلا يعمّ الولاية قوله و قوله ع مجاري الأمور إلى آخره‌ أقول هذا بعض ما رواه مرسلا في تحف العقول عن سيّد الشّهداء عليه آلاف التّحيّة و الثّناء و لا بأس بنقل الخبر مع طوله لتوقّف الخدشة في دلالته على الاطّلاع على بعض فقراته قال في الكتاب المزبور و روي عن الإمام التّقي السّبط الشّهيد أبي عبد اللَّه الحسين بن عليّ عليه السّلام في طوال هذه المعاني من كلامه ع في الأمر بالمعروف و يروى عن أمير المؤمنين عليه السّلام اعتبروا أيّها النّاس بما وعظ اللَّه به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول‌ لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ‌ و قال‌ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ‌ إلى قوله‌ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ‌ و إنّما عاب اللَّه ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظّلمة الّذين بين أظهرهم المنكر و الفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم و رهبة ممّا يحذرون و اللَّه يقول‌ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ‌ و قال‌ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فبدأ اللَّه بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنّها إذا أدّيت و أقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها و صعبها و ذلك أنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم و مخالفة الظّالم و قسمة الفي‌ء و الغنائم و أخذ الصّدقات من مواضعها و وضعها في حقّها ثمّ أنتم أيّتها العصابة عصابة بالعلم مشهورة و بالخير مذكورة و بالنّصيحة معروفة و باللَّه في أنفس النّاس مهابة يهابكم الشّريف و يكرمكم الضّعيف و يؤثركم من لا فضل لكم عليه و لا يدلكم عنده تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلّابها و تمشون في الطّريق بهيئة الملوك و كرامة الأكابر أ ليس كلّ ذلك إنّما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحقّ اللَّه و إن كنتم عن أكثر حقّه تقصّرون فاستخففتم بحقّ الأئمّة فأمّا حقّ الضّعفاء فضيّعتم و أمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم فلا مالا بذلتموه و لا نفسا خاطرتم بها للّذي خلقها و لا عشيرة عاديتموها في ذات اللَّه أنتم تتمنّون على اللَّه جنّته و مجاورة رسله و أمانا من عذابه لقد خشيت عليكم أيّها المتمنّيون على اللَّه تعالى أن تحلّ بكم نقمة من نقماته لأنّكم بلغتم من كرامة اللَّه منزلة فضّلتم بها و من يعرف باللَّه لا تكرمون و أنتم في عباد اللَّه تكرمون و قد ترون عهود الله‌

منقوضة فلا تفزعون و أنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون و ذمّة رسول اللَّه ص محقورة و العمى و البكم و الزّمن في المدائن مهملة لا ترحمون و لا في منزلتكم تعملون و لا من عمل فيها تعينون و بالادهان و بالمصانعة عند الظّلمة تأمنون كلّ ذلك ممّا أمركم به من النّهي و التّناهي و أنتم عنه غافلون و أنتم أعظم النّاس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء و لو كنتم تسعون ذلك بأنّ مجاري الأمور و الأحكام على أيدي العلماء باللَّه و الأمناء على حلاله و حرامه فأنتم المسلوبون تلك المنزلة و ما سلبتم ذلك إلّا بتفرّقكم عن الحقّ و اختلافكم في السّنة بعد البيّنة الواضحة و لو صبرتم على الأذى و تحمّلتم المئونة في ذات اللَّه كانت أمور اللَّه عليكم ترد و عنكم تصدر و إليكم ترجع و لكنّكم مكّنتم الظّلمة من منزلتكم و استسلمتم أمور اللَّه في أيديهم يعملون بالشّبهات و يسيرون في الشّهوات سلّطهم على ذلك فراركم من الموت و إعجابكم بالحياة الّتي هي مفارقتكم فأسلمتم الضّعفاء في أيديهم فمن بين مستعبد مقهور و بين مستضعف على معيشة مغلوب يتقلّبون في الملك بأدائهم و يستشعرون الخزي بأهوائهم افتداء بالأشرار و جرأة على الجبّار في كلّ بلد منهم على منبره خطيب يسقع فالأرض لهم شاغرة و أيديهم فيها مبسوطة و النّاس لهم حول لا يدفعون يد لامس فمن بين جبّار عنيد و ذي سطوة على الضّعفة شديد مطاع لا يعرف المبدئ المعيد فيا عجبا و بالي لا أعجب و الأرض من غاش‌

نام کتاب : هداية الطالب الى اسرار المكاسب ط قديم نویسنده : الشهيدي التبريزي، الميرزا فتاح    جلد : 2  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست