أنظر إلى إعجاز الوحي الإلهي و ضربه الأمثال بالإشارة إلى النفس و
أحوالها بالأمور المحسوسة، و تفهيم المعقولات بأمثال حسّية، كما ورد مثنى في قوله: «وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها
إِلَّا الْعالِمُونَ»[4] يثنيه قوله «وَ يَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ»[5] و مثنى آخر «وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ
فَلا تُبْصِرُونَ»[6] يثنيه قوله: «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي
الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ»[7] يشير إلى أنّ عجائب العالم الأكبر توجد أمثالها[8]
في العالم الأصغر الّذي هو الإنسان. و مثنى آخر و هو قوله:
«لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ»[9]
يشير إلى أنّ أمور الوحي إشارات إلى العالم الأصغر[10]
و أحواله؛ يثنيه قوله: «وَ كُلًّا[11]
نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَ جاءَكَ
فِي هذِهِ الْحَقُّ وَ مَوْعِظَةٌ وَ ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ».
(98) و المتخيّلة إذا انصبت إلى الأمور الحسيّة[12]
[و انتقلت من شيء إلى شىء، منعت النّفس عن إدراك المعقولات و شوّشت عليها المنامات][13] كما ورد مثنى في حديث الرؤيا: «الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ»[14][15] و هي[16] المشوّشة
المخلطة للأمور الصحيحة، يثنيه قوله: «كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ
اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ»[17]
لأنّها دائمة الحركة، لا يفتر في وقت[18].
و هذه المتخيّلة هي الجبل الحائل بين عالم العقل[19]
و نفوسنا.
ألم تر أنّ موسى لمّا طلب الرؤية قيل له[20]: «وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ
فَسَوْفَ
[13][ و انتقلت ... المنامات]:-TA ترجمناها من النسخة الفارسية:« و نقل كند از چيزى به چيزى، نفس را
باز دارد از إدراك معقولات و برو مشوش گرداند منامات».( مجموعه سوم، ص 190، س 16 و
17).