نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 91
مثنى من التنزيل و هو قوله: «فَلا أُقْسِمُ
بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ»[1] و «مواقعها»:
مظاهرها، لما هي[2] مظاهر[3]
الروحانيّات يثنيه قوله: «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ»[4].
قاعدة- [في أنّ النفس إذا طهرت استنارت بنور الحق و حصلت فيها
السكينة القدسية و أثّرت في الأجسام و النفوس و إشارة إلى النور المسمّى ب «خرّة»
و «كيان خرّة» و من ناله من عظماء الفرس]
(93) إذا طهرت النفس استنارت بنور الحق، كما ورد مثنى من التّنزيل و
هو قوله: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ»[5] أي من ظلمات الجهل إلى أنوار المعارف يثنيه قوله: «يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ
السَّلامِ»[6] أي يتيسّر طريق التّخلّص إلى عالم القدس و الطّهارة «وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ»[7] و إذا برقت عليها الأنوار الإلهيّة، و حصلت[8]
فيها السكينة القدسيّة، برقت و اثرت في الأجسام و النّفوس، كالحديد الحامية تكسوها
مجاورة[9] النّار
هيئة[10] نورانيّة
و خاصية الاحتراق. فإذا تألّقت بسناء المجد و استضائت بضوء القدس تنفعل عنها
النفوس و تتأثّر عنها الموادّ، و يسمع دعاؤها في الملكوت. سيّما الملك إذا دام
فكره في آيات الجبروت، و اشتاق إلى عالمه النيّر، و تلطّف بالعشق النّورانيّ، و
اتّصف بالجود و الخير و الكرم و العدل فينصر من الأفق الأعلى، و يتقوّى على
الأعداء، و يصير محفوظا عظيم الصّيت، شديد الهيبة، لأنّه حينئذ يكون- لشدة
استضائته و قوّة تأييده- من جملة حزب الله. و قد ورد في التنزيل مثنى قوله: «فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ»[11][12] يثنيه من جهة الحزبيّة قوله: «أَلا إِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ