نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 92
الْمُفْلِحُونَ»[1][2] لشعاع القدس و
تأييد القهر و يثنيه قوله: «وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ»[3] من جهة القهر و
الغلبة- و قد تثنى آية واحدة بجهتين آيتان- و ينال نور الذي ناله قدماء الفرس من
عظماء الملوك، و ما كانوا هم من المجوس و الثّنوية[4]
فإنّ هذه الآراء من بعد «كشتاسف» ظهرت.
(94) و النّور المعطي للتّأييد الذي تأتلق به النّفس، يسمّى في لغتهم
«خرّة» و ما يتخصّص بالملوك هو «كيان خرّة». و من جملة [من] ناله صاحب النّيرنج
الملك «افريدون» ذو الأيد و النّور، الحاكم[5]
بالعدل؛ لمّا أعطى حقّ ناموس التّقديس على حسب وسعه، ظفر بمنطقيّة الأب الكريم، و
اتّصل به بطريقي المثال و التّجريد؛ فأدرك السعادة القصوى، و استعدّ لأعلى[6] ما يناله القاصدون، فأوتي لما
تألّق بأشعّة أنوار الله العليا [بسلطنة][7]
كيانيّة حكم بها على النوع[8] و تسلّط
بقوّته على عدوّ الفضائل ذي العلامتين الخبيثتين، فأباده بأمر الله تعالى، و ردّ
السّبايا و بسط ظلّ عدله على المعمورة كلّها. و أعطى من العلوم ما زاد به على كثير
من هذه الأعصار، و نشر العلم، و مهد العدل، و قهر الشرّ، و أبرم الأمر، و قسّم
الأرض، و ترك الملك الطويل الثابت[9] في بيته[10] مثوبة من اللّه. و تمّ في عصره نشو
النبات و الحيوان.
(95) و ثانيه، من ذريّته، الملك الظافر «كيخسرو» أقام التّقديس و
العبوديّة فأتته منطقيّة[11] القدس، و
نطق[12] معه
الغيب، و عرج بنفسه إلى العالم الأعلى منتقشا بحكمة الله العليا[13]،
و واجهته أنوار الله بوجهها، فأدرك منها المعنى الذي يسمّى «كيان خرّة» و هو[14] تألّق في النّفس- قاهر- فخضعت[15] له الأعناق، فأهلك- بقوّة الله-
الشّرير[16]، محبّ
العدوان و التّلف، شديد القساوة التّركيّ «أفراسياب» الجاحد للحقّ، المنكر لأنعم
الله،