نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 90
حيّ بذاته. و الأول هو نور الأنوار[1]،
لأنّه معطي كل حياة و نورية. و هو ظاهر لذاته، مظهر لغيره و ورد في المصحف مثنى و
هو قوله: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»[2] فنوريته ظهوره
لذاته و اظهاره لغيره. فهو نور الأنوار، و نورية النيّرات[3]
ظلّ لنوره، فأنار بنوره السماوات و الأرض يثنيه قوله: «وَ أَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها» (92) و إذا كان أشرف ما في المحسوسات النور فأظهر
الأنوار و أتمها و أشرفها و أشرف الأجسام «هورخش» الشديد، قاهر الغسق، ملك
الكواكب، رئيس السماء فاعل النهار بأمر الله، كامل القوى، خازن العجائب، شديد
الهيبة، المستغني بنوره عن جميع الكواكب يعطيها و لا يأخذ منها، و يكسوها النضرة و
البهاء و الإشراق- فسبحان من صوّره و نوّره و في عشق[4]
جلاله سيّره- و هو «المثل الأعلى في السّماوات و في الأرض» لأنّه نور أنوار
الأجسام، كما أنّ الحقّ نور جميع الأنوار العقليّة و غيرها يثنيه قوله: «وَ لِلَّهِ
الْمَثَلُ الْأَعْلى»[5] فهذا مثنى من المثل[6]
الذي هو الآية العليا الظّاهرة[7] بنوره، الخفي شرفه على
الجاهلين. فآية الله أظهر الآيات، و أظهر الآيات[8]
«هورخش» الشّديد؛ فهو الآية الكبرى العلامة بأمر الله. و هو خفيّ[9]
أي لم يظهر شرفه. و هو سبب النّهار بظهوره، و اللّيل بخفائه، و الفصول الأربعة
بميله جنوبا و شمالا، و هو قرّة[10] أعين السّالكين، و وسيلتهم
إلى الحقّ تعالى. فهو الحيّ النّاطق الأظهر، و هو الحجّة على عباده، و هو آية
التّوحيد لأنّه واحد في المرتبة يشهد بواحد. و هو وجهة الله العليا على لسان
الإشراق، و هو للعالم وجه و عين و قلب و رأس.
تبارك الذي أظهره[11] و أكّد به
الحجّة على العالمين و قد شهد به مثنى من التنزيل لمّا ربط به التّقدير في قوله: «وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ»[12] يثنيه قوله تعالى: