نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 88
قاعدة- [في العقل الفعّال و نسبة نفوسنا إليه]
(88) و تعلم أنّ نفوسنا هي بالقوة[1]
أوّل ما تحصل[2]، ثمّ تحصل
فيها الأوائل و تنتقل منها إلى الثّواني. فواسطة وجود نفوسنا و مكمّلها و مخرجها
من القوّة إلى الفعل، هو ما سمّاه الحكماء «العقل الفعّال» و يسمّيه الشرع «روح
القدس». نسبته إلى عقولنا كنسبة الشّمس إلى أبصارنا و هو «الرّوح» الذي أضيف إلى
الحقّ في المثاني التي أوردناها من قبل كقوله:
«وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي»[3] [و] أخواته. و هو واسطة وجود العالم العنصريّ و كدخداي العنصريّات
بأمر الله. و هو الذي ينتقش نفوسنا بالفضائل إذا اتّصلنا به، كما ورد به مثنى من
التّنزيل و هو قوله: «اقْرَأْ[4]
وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ» و
قلم الحقّ الأوّل ليس من خشب أو قصب[5]، بل ذات
عقليّ هو عقل بالفعل نسبة نفوسنا إليه نسبة اللّوح إلى القلم، فنفوسنا ألواح مجردة
و هو قلم ينقشها بالعلوم و يثنيه قوله: «كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ»[6] و
ممّا يشهد بأنّ التّعليم من القدس قوله في حقّ النّبي:
«عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى»[7] يشير به إلى العقل الفعّال الذي أيّده الله بالقوّة الغير
المتناهية. يثنيه قوله: «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
عَلى قَلْبِكَ»[8] و قوله: «ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى»[9] و يثنيه قوله: «ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي
الْعَرْشِ مَكِينٍ»[10]. و قوله: «الرُّوحُ الْأَمِينُ»[11]، يثنيه[12] «مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ»[13] و
مثنى آخر «قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ»[14] و يثنيه قوله: «وَ إِنَّكَ لَتُلَقَّى
الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ»[15]. و
قوله «عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ»[16]
إشارة إلى إخراجه من القوّة إلى الفعل يثنيه