نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 77
(71) ثم النفوس تنقسم: إلى نفوس متصرّفة في السماويات؛ و نفوس[1]
متصرّفة في الأرضيّات. و يشهد بهذا من التنزيل مثنى و هو قوله: «وَ لِلَّهِ
جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»[2] من محرّكي[3]
هياكلها يثنيه مثله عقيبه. و لمّا كانت الهياكل الأرضية كائنة فاسدة، و أعدلها
المزاج الإنساني و هو مع ذلك واقع تحت الكون و الفساد سمّي في التنزيل «ضعيفا»،
كما ورد قوله: «وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً»[4] يثنيه قوله: «وَ إِنْ[5] يَسْلُبْهُمُ
الذُّبابُ شَيْئاً»[6] و [هو] هيئات الحركات
المقرّبة و المبعّدة للعلل[7]. و سمّيت بذلك، لضعف وجود
الحركة لعدم تصوّر ثباتها[8] «لا يَسْتَنْقِذُوهُ
مِنْهُ[9] ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ
الْمَطْلُوبُ[10]». و لمّا كانت السماويات
ثابتة الصور، متباينة عن الفساد سمّيت «شدادا»، كما ورد مثنى و هو قوله: «وَ بَنَيْنا
فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً»[11] يثنيه قوله: «عَلَيْها
مَلائِكَةٌ غِلاظٌ» لجرميتها، «شداد» لثبات صورها و عدم انفعالها ممّا تحتها، «لا يَعْصُونَ
اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ» لاستحالة التفاتهم إلى ما تحتهم و لعدم شواغلهم «وَ
يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»[12]. ذكر لفظ الجمع بعد ذكر
ما أمر الله، إشارة إلى طاعة النفوس لمعشوقاتها[13]
العقلية و يثني[14] قوله: «وَ يَفْعَلُونَ ما
يُؤْمَرُونَ»[15]، قوله: «مُطاعٍ ثَمَّ
أَمِينٍ»[16] يدلّ أنّ في المفارقات
مطيعا كعالم[17] النفس و مطاعا كعالم[18]
العقل. و يدلّ على دوام ايتمارهم و عدم انقطاع ما هم بسبيله من الحركة الرّاشحة[19]
للخير و الشوق الدائم و العشق الثابت، مثنى قوله: «فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا
فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ هُمْ
لا يَسْأَمُونَ»[20]. العنديّة[21]
إشارة إلى سلب الحيّز عن النفوس السّماوية، و عدم شواغلها. و