نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 56
المجموع[1] يكون هو السبب التّام. و
العلّة التامة هي التي يجب بها وجود الشيء.
و الشيء قد يكون له علّة فاعلية كالنّجار للكرسى، و مادّية كالخشب
له، و صوريّة كهيئة الكرسي[2]، و غائيّة
و هي التي لأجلها اتّخذ الشيء كحاجة الاستقرار للكرسي[3].
و في الجملة، كلّ ما له مدخل في تحقّق الشيء فهو جزء العلّة[4]- كان إرادة أو آلة أو ارتفاع مانع
أو حصول وقت أو مادة أو معاونا- و المجموع[5]
علّة تامّة. و وجود المسبّب يتعلق[6] بوجود
السّبب و عدمه بعدم السبب، فإنّه إذا انتفى جزء واحد من العلّة، لا يحصل المعلول،
حتى إن حصل جميع ما يحتاج إليه الكرسي و لم يحصل الآلة، أو وجدت و لم توجد إرادة
الفاعل[7]، لا يحصل
الشيء. و إذا تمّ السّبب المرجّح للشيء، يجب به[8]
وجود ذلك الشيء، و إلّا فهو موقوف على شيء آخر، فلم يتمّ السبب بعد. و كل ما
يتوقّف على غيره، يكون[9] ممكنا في
نفسه؛ إذ لو كان واجبا لذاته لاستغنى عن غيره.
و اعلم أنّه لا يتصوّر أن يكون شيئان كل واحد منهما سبب[10] للآخر[11]،
و السبب يتقدّم على المسبّب، و كلّ واحد منهما يتقدّم على المتقدّم عليه[12]، فيتقدم على نفسه ليحصل ما يحصله و
هو محال.
قاعدة- [في إثبات واجب الوجود و وحدته و صفاته]
(39) لا شكّ أنّ الأشياء موجودة، فإن[13]
كان فيها واجب الوجود فقد صحّ لنا وجود شيء هو واجب الوجود، و هو مطلوبنا. و إن
كان الكلّ[14] ممّا
تعلمه ممكنا، و قد عرفت أنّ الممكن يحتاج إلى مرجّح و يعود الكلام إليه و لا تذهب
الأسباب الممكنة إلى غير النّهاية، فإنّ