(37) اعلم أنّ كل موجود إمّا واجب الوجود، و إمّا ممكن الوجود. و قد
علمت أنّ[4] الممكن
غير ضروريّ الوجود و العدم. فالممكن[5] هو الذي
لا يقتضي الوجود لذاته إذ ليس وجوده من ذاته أولى من عدمه، و لو اقتضى الوجود
لذاته كان واجبا لا ممكنا؛ و لو اقتضى العدم لذاته كان ممتنعا؛ فترجّح وجود الممكن
على عدمه[6] إنّما
يكون بسبب يرجّح وجوده على عدمه، و ترجّح عدمه على وجوده إنّما يكون لانتفاء
المرجّح. فالممكن إذا وجد يكون وجوده[7]
بسب مرجّح. و إذا حصل[8] السّبب
المرجّح بكماليّته[9] يجب به وجود
الممكن.
فالممكن بشرط حضور العلّة يجب لا بذاته، بل باعتبار شرط وجود[10] العلّة؛ و بشرط عدم العلّة يمتنع
لا بذاته، بل باعتبار شرط عدم العلّة؛ و إذا نظر إلى ذاته دون الشرطين فهو في نفسه
ممكن.
(38) و إذا توقّف وجود الشيء على أمور كثيرة، يكون كل واحد منها جزء
السبب[11] و