نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 48
بين الكلّ و الجزء- فإنّ الكلّ أيضا[1]
شيئية فحسب- و إن كان كلّ جزء شيئية مع أمر آخر من خصوص مقدار و غيره، فقد زاد
الجزء على الكلّ. و إن لم يكن كل جزء من الشيئية شيئية و لا شيئا مع خصوص مقدار[2]،
فيكون للشيئية جزء هو لا شيء و كلّ هذا محال، فمحلّها ليس بجسم و لا منقسم.
(28) و أيضا عقلت مفهوم الواحد[3]
المطلق البريء عن خصوص مقدار، فلو انقسم محلّه لا نقسم فلا يكون الواحد واحدا، و
قد فرض أنّه الواحد[4] فلا ينقسم
محلّه. فمحلّ[5] المعقولات
ليس شيئا ينقسم في الوهم أو يشار إليه أو له مقدار و وضع، بل هي ذات أحديّة بريئة
عن الأيون و المحالّ[6]. لقد أفلح
من عرفها و استكملها، و خسر من جهلها و ضيّعها كما ورد في التنزيل: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها»[7] و قد ورد فيمن يجهلها مثنى و هو قوله:
«نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ» مع
قوله: «أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ»[8] و القلب هاهنا إشارة إلى النفس، لا إلى العضو المشهور.
و هذه النّفس هي التي يسمّيها[9]
الحكماء النّفس النّاطقة و قد ورد في التنزيل فيها مثان، من جملتها قوله: «ثُمَّ سَوَّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ»[10] يثنيه قوله: «فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ
نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي»[11] هذه الإضافة تؤذن لشرف النّفس و تجرّدها و كونها جوهرا إلهيا؛ و
مثنى آخر في حق المسيح[12]: «وَ رُوحٌ مِنْهُ» و ظاهر كون المسيح من نوع
البشر؛ و قوله: «أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا»[13]؛ و مثنى آخر و هو قوله: «قُلِ الرُّوحُ مِنْ
أَمْرِ رَبِّي»[14] و «الأمر» هو المفارق، و أضافه إلى نفسه، يثنيه قوله: «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ»[15].