نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 46
الصورة[1] الإنسانية حتى يكون الشيء
الواحد نطفة و إنسانا، و لا[2] أنّ النطفة بطلت بكلّيتها و
خلق الإنسان بكلّيته[3] فلا تكون النطفة قد خلق منها
الإنسان؛ فليس إلّا أنّ الجوهر الذي فيه الهيئات التي بها صارت[4]
النطفة نطفة، بطلت عنه صورة النطفة و حصلت فيها[5]
الصورة الإنسانية؛ و كذلك[6] إذا صار الماء هواء[7]
و غيره.
(24) و ذلك الجوهر الذي يتبدّل عليه هذه الصّور، هو المسمّى «هيولى»
فإذا أخذ مع اعتبار امتدادات طوليّة و عرضيّة و عمقيّة[8]،
فهو «الجسم»، و إذا أخذ بالنسبة إلى الهيئات التي فيه، فهو المحلّ، و إذا أخذ
بالنسبة إلى ما يحصل منه من الأنواع و يتبدّل عليه من الصّور، فهو «الهيولى»، كما
يسمّى زيد بالنسبة إلى أبيه «ابنا»، و بالنسبة إلى ابنه «أبا»، و بالنسبة إلى ابن
أخيه «عمّا». و نسبة الهيولى إلى الصّور على سبيل[9]
المساهلة[10]، كنسبة
الحديد إلى السيف، و النحاس إلى القمقمة. و قد يسمّى الهيولى باسم «المادّة».
و العنصريّات، هيولاها[11] مشتركة،
تخلع صورة و تلبس أخرى. و الأفلاك، هيولاها غير مشتركة أي صورها ثابتة لا تزول و
لا تتبدّل عليها.
و تخلق عن هذه الأمّهات الأربع، المواليد الثّلاث: المعدنيّات و
النّبات و الحيوان. و كلّما كان الامتزاج بينها أعدل كان قبولها لنوع أشرف.