نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 45
زال[1] السّبب تنقلب النار هواء و الشّعل و
الشّرر التي تغيب عن البصر، أكثر[2]، تصير هواء
إذ لو بقيت نارا لاحترق ما يقابلها، و ليس كذا.
(22)
و بالنّفخ الشديد ينقلب [نارا] كما يصير الهواء بالبرد الشديد ماء. فما يرى ممّا
يركب الزّجاجات التي فيها الجمد، و الطّاسات المكبوبة[3] عليه من القطرات- و ليس ذلك من
الرّشح[4]، فإنّ الماء
الحارّ أولى بالرّشح من الجليد[5]، و لا يوجد[6] ذلك[7] من الماء
الحارّ- فليس إلّا أنّ الهواء انقلب بشدّة برد يلحقه لمجاورة[8] ذلك[9] ماء. و الماء يصير لشدة الحرّ هواء.
و الماء قد يصير أرضا، كما ترى مياها فتتحجّر[10]
في الحال[11]. و
الأرضيّات تصير ماء كما يرى من أصحاب الكيمياء أنّهم يحلّلون الحجارة الصلبة
فيتركونها مياها سيّالة. و إذا رأيت في الحمّام صعود الأبخرة بالحرارة و تكاثفها
عند فتح باب الحمام و نزولها قطرات، و عدم ظهور نفسك في حرّ الصيف و تكاثفه في برد[12] الشتاء، و
صيرورته قطرات و تجمّده على شعورك أحيانا، فلا تتعجّب من تكاثف الأبخرة بالبرد
التي تسمّى «سحابا» و من نزوله قطرات التي تسمّى «مطرا» و من صيرورته «ثلجا» و
غيره[13]. و ما يسخن
بالشعاع و يلطف و يصعد من اليابس يسمّى «دخانا» و ما من الرّطب يسمّى «بخارا» و من
هذين يحصل آثار الجوّ. فسبحان المدبّر[14]
بالحكمة و الإتقان، و سبحان مفيض الجود قديم الإحسان، سبحانه، إليه المصير.
(23) و اعلم أنّا إذا
قلنا إنّ[15] النطفة صارت
إنسانا، ليس معناه أنّ النطفة باقية مع