نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 44
الحديد و النّحاس أبطأ تسخّنا[1]
من أواني الخزف على نسبة تمنع الفشو، و ليس كذا. مع أنّ الجمد[2]
يبرّد ما فوقه و أجزاؤه لا تتصاعد؛ فلا بدّ من الاعتراف بالاستحالة.
السبب الثاني، الشعاع. كما ترى[3]-
و اعتبر[4] بالمرآة
المحرقة فإنّها تحرق ما يقابلها لشدّة قبولها الشعاع بسبب انعكاس الشعاع من
جوانبها إلى مقعّرها- من تسخين[5] شعاع
الشمس.
و قوم زعموا أنّ الشعاع جسم، و إنّما يسخّن لعبوره على كرة النّار. و
قولهم باطل، فإنّه لو كان الشعاع جسما، لكان إذا أخذت الكوّة بغتة أو كبّ على
المصباح شيء، [لشوهد][6] تحرّك أو
[تثبّت][7]. فلمّا
وجب بطلانه فهو عرض. و لو كان جسما لكان يجب أن يتحرّك بطبعه إلى فوق لا إلى أسفل
و ليس كذا، بل هو عرض. و ليس أنّه ينتقل بل هو هيئة تحدث فيما يقابل الشمس ابتداء
لا انتقالا[8].
السبب الثالث، الحركة، فإنّها تسخّن. و اعتبر بالمحكوك و المخضخض.
و قوم زعموا أنّ الحركة لا تسخّن، بل التسخّن هاهنا بظهور أجزاء[9] ناريّة كامنة.
و يكذّبهم ما نرى من الماء و غيره من المائعات قبل الخضخضة باردا
ظاهره و باطنه، و بعدها يتسخّن ظاهره و باطنه[10]؛
فلو كان بظهور أجزاء[11] ناريّة
كامنة، لبرد الباطن حين تسخن الظاهر، و ليس كذا. و ما نرى من حصول النّار بالقدح،
ليس بأن يخرج من حجر أو حديد[12] كلّ تلك[13] النّار، بل بأنّ الحركة تسخّن
الهواء الذي بينهما فينقلب نارا. ثمّ إذا