نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 191
اللمحة التاسعة- [في أنّه لا يتصور جسم عديم الميل]
(60) هي أنّ عديم الميل إن كان، لكان لا تقبل الحركة أصلا: أمّا
الطبيعية فظاهر، و أمّا القسرية فلأنّه إن حرّك القاسر عديم الميل و بمثل قوته و
أميل[1] مسافة
فزمان عديم الميل لا شكّ أنّه أقصر لأنّه أسرع فبقدر ما نقص زمانه عن زمان ذي
الميل نفرض جسما ينقص ميله عن ميل ذي الميل، و يحرّكه في تلك المسافة، فبقدر نقصان
ميله يزداد سرعة حركته على ذي الميل الأول فيساوي عديم الميل، و محال أن يساوي
الممانع عديم الممانعة. و الجسم إذا وجد على حاله لم يجب له فيمكن عليه التبدل
فالوضع و المكان أيضا يكون كذا، و المحدّد ليس بعض أجزائه أولى بما هو عليه من
البعض، فالنقلة عليه جائز فالميل عليه واجب. و إذا تحرّك المحدّد فلا بد للحركة من
تبدّل حال و لم يتبدل نسبة الأجزاء بعضها إلى بعض بتفككها فلا بد من تبدل نسبة و
لا خارج له فيتعيّن التبدّل إلى داخل فإن كان الداخل أيضا متحركا فلا صوب ثابت
للحركة و لا حركة إلى لا صوب، فينبغي أن يثبت الداخل إذا تحرك المحيط ليتحقق تبدّل
وضع كل واحد بالقياس إلى الآخر.
اللمحة العاشرة- [في أنّ محدّد الجهات لا يقبل الكون و الفساد]
(61) هي أنّ ما يتكون و ينفسد يستحق قبل التكون مكانا و بعده آخر،
فإن كان في مكان الصورة المستجدة فيكون قد تحرك من مكان المخلوعة و حرك ذا المكان
بالمزاحمة، فصحّت الحركة على النوعين و إن كان التكوين في مكان المختلعة فلا بدّ
من النقل إلى المكان المناسب بحركة مستقيمة، و إن فرض عدم الحركة لتلاصق المكانين
فاللصيق جاز يمكن حركته إلى الطرف الآخر الذي لمكانه دون مجاوره فكل كائن فاسد فهو
قابل الحركة المستقيمة.
و اعلم أنّ الجسم الذي في طباعه الميل المستدير تمتنع[2] عليه الحركة المستقيمة إذ يلزم
منه أن يكون الطبيعة الواحدة يقتضي توجّها إلى شيء و انصرافا عنه و هو محال،
فالأفلاك و المحدد لا ينخرق فإنّ الأجزاء لا بدّ لها حينئذ من الحركة على
الاستقامة فإن طاوعت القاسر أو مانعت يلزم فيها ميل مستقيم و لها ميل مستدير و هو
ممتنع، و لا ينمو و لا يتكوّن