نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 190
و لا بالأجسام كيف كانت فإنّها ممكنة الايتلاف و الافتراق[1]،
و لا تصوّر لانقسام ما منه الجهة على ما بيّنا، فإذا تعيّن جسم واحد غير تام[2]
فيجب أن يكون محيطا يحدّد القرب منه بمحيطه و البعد بمركزه، و المحيط يعين المركز،
و المركز لا يعين المحيط لجواز وقوع دوائر غير متناهية على نقطة واحدة. و بالمحيط
يتعين جهات الحركات و الأماكن و الأوضاع و إن كان وضعه متعينا بما تحته.
اللمحة الثامنة- [في محدّد الجهات و الميل]
(58) هي أنّ لنا أن ننظر إلى ماهية الجسم فننظر ما يقتضيه لذاتها دون
فاعل و مؤثر، فمن ذلك مقدار مطلق و وضع كذا و شكل مطلق إلّا أنّ الشكل بخصوصه أيضا
يناسب، فإنّ البسيط ليس فيه اختلاف قوى، و لا يقتضي غير المتشابه و إلّا اختلف
تأثير قوة واحدة في مادة واحدة و هو محال، و لا متشابه في الأشكال غير الكريّ،
فالمحدّد كريّ[3].
و لكل جسم ممّا تحت المحدّد[4]
مكان بحسبه، و للمركّب مكان الغالب[5]
و لا مركب معتدل على الإطلاق إذ لا حد مشترك بين أماكن العناصر على ما تعلم و لا
تميل إلى مكان أحدهما فيقتضي أن لا يميل و سنبرهن على أن لا جسم عديم الميل.
(59) و الجسم المتحرك يحسّ فيه ميل يمانع الممانع و ليس نفس الحركة
فإنّه قد يوجد لدى التسكين. و قد يكون من خارج كما لمدرة حين حرّكت عن المركز
فيبطل المنبعث عن طبعه إلى أن يعود فيرجع الميل الذي له و الميل الخارج لم يبطله
الجسم لذاته و إلّا ما استقرّ، و ما انعدم من ذاته و إلّا ما وجد بل لمعاوقات ما
يتحرك فيه. و ليس الميل صورة الشيء الخاصة به فإنّ الجسم إذا وصل إلى حيّزه
الطبيعي لم يبق له ميل أمّا إليه فلأنّه فيه، و أمّا عنه فلأنّه مطلوبه، و تبقى
صورته الخاصة. و كل ما كان الميل الطبيعي أقوى كان أمنع لجسمه عن قبول الميل
القسري.