نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 180
المقدمات التي منها تؤلّف قياساته.
و المبادئ غير[1] المقدمات
الواجب قبولها يسمّى «الأوضاع» و يجب إصدار العلم بالمبادئ.
و أمّا المسائل، فهي القضايا التي يطلب التصديق بها فيه. و الضروري المورد
هاهنا أخص[2] من
قولنا: «و إن لم يكن جيم بل مادام جيم[3]»
و حكمنا على الشمس و السماء في العلوم ليس أمرا جزئيا فقد عرفت أنّ مفهوماتها[4] كلية. و مقدمتا البرهان إن كانتا
ذاتيتين[5] بالمعنى
الأول فأكبر النتيجة ذاتي للأصغر فيكون الأصغر مجهولا و ليس بجائز إلّا أن يكون
تصور الشيء بلوازمه فيطلب ذاتياته أو يطلب اللمية، و إن كانت الذاتيات متصورة
كقولنا: «الهواء جسم و كل جسم جوهر».
و إذا قلنا: «إنّ الأوّليات فطرية» ليس معناه أنّ الإنسان يولد و هو
عالم بها، بل معناه أنّه إذا وقع له تصور الحدود لا يحتاج إلى أوسط. و «اليقين» هو
الاعتقاد بأنّ الشيء كذا و أنّه لا يتصور أن لا يكون كذا و يطابق الأمر في نفسه.
و لا يجوز علم و ظنّ متواردان على طرفي النقيض[6]
و لا على طرف واحد، بل يجوز أن يظنّ ما علم نقيضه بالقوة بالفعل، و ذلك إمّا أن
يكون علمنا الكبرى و لم نعلم الصغرى و إن كان الأصغر في الكبرى بالقوة، ثم يظنّ
خلاف ذلك أو علمنا المقدمتين و لم نركّبها كمن رأى بغلة منتفخة البطن فظنّ أنّها
حبلى، و عنده مقدمتان: «إنّ هذا بغل و كل بغل عقيم» و لكن لم يخطر بباله التركيب.
و الذي يقال: إنّك إن حكمت أنّ كل اثنين زوج، فما في يدى إن لم تعلم
أنّه زوج و يكون في نفسه اثنين فلم تعلم أنّ كل اثنين زوج خطأ، فإنّا نحكم أنّ كل
اثنين زوج سواء علمنا خصوصية ما قيلت عليه أو لم نعلم فهو زوج إلّا أنّ كون ما في
الكمّ اثنين علم آخر يحتاج إلى مقدمة أخرى.
فإن قيل: المستحصل من العلم بم تعلمون أنّه مطلوبكم و لم يخرج عن سبق
العلم أو