نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 179
معقولا[1] دون الوجود، لا يسمّى حقيقة
إلّا عنده. و طالبة المفهوم تتقدّم على هل البسيط، و طالبة الحقيقة تتأخّر عنه.
و منها أيّ: و يطلب به تمييز الشيء عن غيره.
و منها: لم: و تطلب به علة الشيء في نفسه أو علة التصديق.
و هذه هي أمّهات المطالب، و إن كانت مطالب غيرها مثل «كيف» و «كم» و
«متى» و قد يستغنى عنها ب «أيّ».
اللمحة الثانية- [في أقسام البرهان]
(45) و «البرهان» هو قياس مؤلّف من مقدمات واجبة القبول. و الحدّ
الأوسط فى البرهان إمّا أن يعطي اللمّية في نفس الأمر و التصديق أيضا و يسمّى
«برهان لمّ» كقولك: «هذا الخشب اشتعل فيه النار، و كلّما اشتعل فيه النار محترق فهذا
الخشب محترق» و إمّا أن يعطي اللمية في التصديق فحسب دون لمّية نفس الأمر و يسمّى
«برهان إنّ». و قد يكون الأوسط معلول نسبة الأكبر إلى الأصغر كما إذا جعل الأوسط
في القياس السابق «المحترق» و الأكبر «اشتعال النار» و قد يكون ليس أحدهما علة
الآخر كقولك: «كل إنسان ضاحك و كل ضاحك كاتب». و يشترط في برهان اللمّ أن يكون
الأوسط علة النسبة لا علة الأكبر.
اللمحة الثالثة- [في أجزاء العلوم و شرائطها و تناسب موضوعاتها]
(46) هي أنّ أجزاء العلوم: «موضوعات» و «مبادئ» و «مسائل»:
فموضوع العلم، ما يبحث فيه عن أعراضه الذاتية كالعدد للحساب، و
المقدار للهندسة.
و نعني ب «الذاتي» هاهنا ما يلحق الموضوع من ذاته أو لذاتي له
كالفطوسة للأنف و المساواة للكمّ. و كل ما يلحق الشيء باعتبار أمر أخصّ كالضحك
بالحيوان أو أمر أعمّ خارج كالتحرك بالأبيض فهو غير ذاتي.
و أمّا المبادئ، فهي الحدود للموضوعات و أجزائها و أعراضها الذاتية
للتصور و