نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 159
فإن قيل: الواجب إن كان ممكنا أن يكون، و كل ممكن[1]
أن يكون ممكن أن لا يكون، فالواجب ممكن أن لا يكون، و إن لم يكن ممكنا و ما ليس
بممكن[2] ممتنع، فالواجب ممتنع.
يقال: إنّ الواجب ممكن بالمعنى العامي و لا ينعكس ذلك إلى ممكن أن لا
يكون، لدخول الواجب فيه، و ليس بممكن بالمعنى الخاصي، و ما ليس بممكن[3] بالمعنى الخاصي لا يلزم أن يكون
ضروري العدم بل ربما يكون ضروري الوجود، فإنّه عبارة عمّا ليس بضروري الوجود و
العدم.
و اعلم أنّ أمّهات الجهات هي الثلاثة المذكورة من قبل، و قد دخل فيها
ضروري غير دائم و هو داخل تحت الإمكان الحقيقي، و دخل فيه الدائم الغير الضروري، و
الضروري أعمّ من الدائم من وجه، و الدائم أعمّ من الضروري[4]
من وجه، فالدائم المطلق هو ما يشمل[5]
الضروري الدائم و الدائم الغير الضروري.
اللمحة الثانية- [في بيان اعتبارات قضية «كل ج ب» و الفرق بين
المطلقات و الموجهات]
(20) هي أنّا إذا قلنا: «كل ج ب» فله اعتبارات في الوضع و أخرى في
الحمل:
أمّا التي في الوضع، فيشترك فيها جميع القضايا المحصورة بأصنافها و
هي أنّ كل جيم ليس معناه الجيم الكلي أو كليته، فقد يحمل عليه ما ليس كليته، و لا
كلّ الجيم أي جميعه، بل معناه كل واحد واحد مما يوصف ب «جيم» كان في الذهن أو في
العين دام له الجيمية أو لم يدم، و ليس مأخوذا على أنّه من حيث هو جيم و إلّا ما
أمكن أن يقال كل متحرك يمكن فرض سكونه و لا يشترط لا دوام الجيمية، بل كيف اتفق
بعد أن يكون موصوفا بالجيمية بالفعل.
و أمّا في الحمل، فنقول في الضرورية: إنّه ب لا مادام جيم بل أعمّ
منه، و إن لم يكن جيم فهو بالضرورة ب و في الممكنة بالإمكان و كذا بحسب كل قضية. و
إذا لم تعيّن جهة أصلا فهي مطلقة عامة لا تقتضي من الجهات شيئا معينا من حيث أنّها
قضية و إلّا ما صحّ اقتران[6]