نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 120
لا يبطل الجوهر ببطلان الإضافات؛ قال الله تعالى[1]: «أَ
فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ»[2] و قال عليه
السلام: «إنّكم لا تموتون و إنّما تنتقلون من دار إلى دار»[3] و ما أحسن ما قال عليّ
عالم العرب: «النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا».
(38) و اعلم أنّ
التّناسخ محال، إذ المزاج يستدعي من الواهب كلمة، فلو قارنته[4] الكلمة المستنسخة، فكان
في حيوان واحد[5] ذاتان
مدركتان مدبّرتان، ذلك محال.
(39) و اعلم أنّ اللذّة
هي إدراك ما وصل من كمال المدرك و خيره إليه من حيث هو كذا، و الألم هو إدراك ما
وصل من شرّ المدرك و آفته إليه من حيث هو كذا. و قد يصل اللذيذ و المكروه للشيء
فلا يتألّم و لا يتلذّذ[6] لمانع، كمن
به خدر فضرب أو مرض فهجر الطّعام اللذيذ. و لكلّ من القوى لذّة على حسب كمالها، و
ألم على حسب شرّها. فكمال الكلمة الانتقاش بالوجود- من لدن مسبب الأسباب إلى آخر
الوجود-، و معرفة النظام و المعاد و كما أنّ الكلمة و إدراكها و مدركاتها أشرف و
ألزم و أقوى و أكثر من الحواسّ و كمالاتها فتزداد لذّاتها على لذّاتها[7] بحسبه[8]؛ إلّا أنّ
اشتغال الكلمة بالبدن يمنع عن التلذّذ، فإذا فارقت، تلذّذت إن استكملت، أو تألّمت
سيّما إن كان لها جهل مضادّ[9]- و هو عدم
اعتقاد الحق و اعتقاد نقيضه-، و هذا ممّا لا يزول.
(40) ليت[10] كان تعذب
الأشقياء بالنار الجرمانية، فإنّ الذي ينبعث من ذات النفس من البعد عن مبدعها كما
قيل: «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ»[11]، و الملكات
الرديّة و الشوق إلى عالم الجرم مع سلب الآلات- نعوذ بالله- ألم لا يناسبه ألم «وَ مَنْ
كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا». و المنكر
للذّات الحقيقيّة، كالعنّين إذا أنكر لذّة الوقاع.
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 120