نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 114
شيء فهو ممكن. و لا يتصوّر أن يكون شيئان ليس بينهما فرق،
فإنّهما واحد[1] حينئذ.
(25) و الأجسام و
الهيئات كثيرة، و واجب الوجود لا يتصوّر إلّا واحدا، فهي ممكنة. و جميع الممكنات
تحتاج إلى مرجّح، و هو واجب الوجود سبحانه. و واجب الوجود ليس له جزءان، فيتوقّف
وجوده عليهما، فيكون ممكنا. و لا يتصوّر أن يكون الجزءان واجبين[2] أيضا، لما
قلنا أن لا واجبين. و الصّفة لا تكون واجبة، و إلّا ما احتاجت إلى محلّها. و واجب
الوجود لا يستكمل بصفة زائدة، فيكون ناقصا في نفسه[3]، فوهب[4] الكمال
لنفسه. و واهب الكمال أكمل من قابله، فذاته أشرف من ذاته لأنّها الفاعلة و القابلة
و هو محال.
(26) و أنت لا تشك في
أنّك أدركت ذاتك بحيث لا تتصوّر الشركة فيها. فلو كانت صورة عقلية لكانت كلّية
فإذن إدراكها ليس بصورة[5]. فإدراكها
لذاتها هو أنّها ذات[6] ليست[7] في المحلّ،
مجرّدة عن المادة، غير غائبة عن ذاتها. و ما غاب عنها، و لا يمكنها استحضار ذاته
فيستحضر صورته. و واجب الوجود، تعالى[8]
عن الصورة، و هو مجرّد عن المادّة بالكلّية[9]،
غير غائب عن ذاته؛ فلا يعزب[10] عن علمه
مثقال ذرّة في السماوات و لا في الأرض، و له الجلال الأرفع و الكمال الأعلى. و
إدراكه لذاته حياته. و قدرته علمه؛ إذ لا يحتاج هو إلى تحريك آلات[11] كما قال[12] أبو طالب
المكى- رحمه الله- «إنّ مشيئته قدرته و ما يدرك بصفة يدركه[13] بجميع الصفات إذ لا
اختلاف ثمّ» يشير إلى الوحدة المطلقة[14].
و قال حكيم العرب عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)[15]: «لا يوصف بالصّفات» في
كلام له طويل. و العلم لمّا كان كمالا للموجود من حيث هو موجود و لا يوجب التّكثّر
في ذاته وجب له؛ إذ
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 114