نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 109
الجرم، و يجوز أن ينتقل عنه، و لا يجتمع[1] فيه ذوا مكان. و يختلف
بالجهات. و المحدّد إن[2] لم يمتلئ
من الأجسام فيحصل للعدم الذي هو حشو، مقدار، له نصف و ثلث، و هو محال. أو يفرض
مقادير قائمة لا في جسم و هو ممتنع؛ إذ المقدار لو استغنى عن المحلّ ما افتقر من
جزئيّات حقيقيّة إليه شيء كما هو ظاهر.
و إلى كريّة المحدّد و
ما معه أشير في الكتاب الإلهى، حيث قيل في السّماء: «وَ ما لَها مِنْ
فُرُوجٍ»[3]؛ إذ غير الكريّ
تلزمه الزاوية و الفرجة.
و هذه الأربعة تحصل من
امتزاجها المواليد الثلاث: المعادن و النبات و الحيوان. و قد سمعت في الكتاب[4] أنّ البارئ
تعالى «خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ»[5] أو «مِنْ حَمَإٍ
مَسْنُونٍ»[6] و كونه من
الطين يوجب أن يكون من ماء و تراب. و صلصاليّته[7] صورته للهوائية، و
الحمأيّة للنّاريّة.
فصل [3]- [في إثبات
تجرّد النّفس]
(17) أنت لا تغيب عن
ذاتك، و تغفل عن أعضائك و هيئاتها و جميع أجزاء البدن، فمنها ما شاهدت بقاء المدرك
من ذاتك[8] دونها، مثل
اليد و الرّجل و نحوهما، و منها ما لا تعرفها إلّا بمقايسة[9] أو تشريح، و لا يخطر
ببالك إلّا بعد حين. فذاتك معقولة لك دون أجزاء بدنك و هيئاتها. فلو كان شيء منها
جزء ذاتك فما عقلت ذاتك دونه، إذ لا يعقل الشيء دون أجزائه[10]، فأنت غير هذه الأشياء.
(18) مرة أخرى نقول:
عقلت الجسم المطلق الواقع بمعنى واحد على أجسام كثيرة مختلفة المقادير و الأوضاع.
فلو كانت صورته في جرم أو بعض هيئاته متقرّرة فيه[11]، لزمها
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 109