نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 110
وضع خاصّ و مقدار، لضرورة المحلّ، فما طابقت المختلفات فيهما[1]. فلمّا
طابقت، فليست بمنطبعة فيه[2]. فمحلّها[3] منك ذات،
ليست بجرم و لا هيئة فيه، و لا يشار إليها لتبرّئها عن عوالم[4] الجهات.
(19) مرة أخرى نقول:
أدركت الواحد المطلق[5]- و هو شيء
ما لا ينقسم أصلا- فلو كانت صورته في جرم[6]
أو هيئة فانقسم بالضرورة لانقسام محلّه. فما كنت عقلت الواحد الغير المنقسم أصلا.
فلمّا عقلت فالعاقل منك برىء عن الأبعاد و لوازمها. و سمّاه الحكيم «النّفس
النّاطقة»، و الصّوفيّ[7] «السّر» و
«الرّوح» و «الكلمة» و «القلب»؛ فشرح الكلمة أنّها ذات ليست بجرم و لا بجرميّة،
قائمة لا في محلّ[8]، مدركة،
لها التصرّف في الجرم.
(20) و الكلمة لا توجد
قبل البدن فإنّها إن وجدت قبله فإمّا أن تتكثّر دون مميّز، و هو محال، و لا مميّز
قبل البدن من الأفعال و الانفعالات و الإدراكات، و هي من نوع واحد و لازم الحقيقة
يتّفق[9] في
أعدادها؛ و إمّا أن تتّحد، فإن كأنت واحدة و دبّرت جميع الأبدان فللجميع أنائيّة
واحدة، و كان ما علم واحد معلوما لغيره و كذا مشتهاه، و ليس كذا. و إن انقسمت بعد
الوحدة فهي جرميّة، و قد عرفت استحالة هذا[10].
و الشواهد ممّا يدلّ[11] على عدم
جرميّة الكلمة من الكتاب قوله تعالى: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً»[12] و قوله تعالى: «تَعْرُجُ
الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ»[13] و قوله: «فِي
مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ»[14] و قوله:
«تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ»[15] و قوله:
«وَ إِلَيَّ
الْمَصِيرُ»[16] و قوله: «إِلى
رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ»[17] و قوله: «إِلى
رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ»[18]
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 110